أسرار التبكير إلى الصلاة: مفتاح السعادة والهداية في الدنيا والآخرة**

#

مقدمة:

لا شك أن الصلاة هي الركن الأعظم في الإسلام، وهي الصلة المباشرة بين العبد وربه. إن الاهتمام بالصلاة وإقامتها على أكمل وجه ليس مجرد أداء واجب، بل هو مفتاح للبركات والهدايات التي تنير حياة المؤمن وتقوده إلى طريق الفلاح في الدنيا والآخرة.

الصلاة: جذر إصلاح الدين والدنيا:

كلما ازداد اهتمام العبد بصلاته، وخشوعه فيها، وتحسينها، انعكس ذلك إيجابًا على جميع جوانب حياته. فالصلاة ليست مجرد حركات وأقوال، بل هي تطهير للقلب، وتهذيب للنفس، وتقويم للسلوك. إنها مقياس حقيقي لمنزلة الإسلام في قلبك، فبقدر اهتمامك بالصلاة يكون قدر اهتمامك بدينك. وكما قال الإمام أحمد: "قدر الإسلام في قلبك؛ كقدر الصلاة في قلبك".

التبكير إلى الصلاة: علامة إرادة الله خيرًا بالعبد:

هناك أمر عظيم، إذا وُفِّق إليه العبد فقد هُدي إلى صراط مستقيم، وهو من أعظم علامات إرادة الله خيرًا به: التبكير إلى الصلاة مع الأذان أو قبله. هذه هي حال المشتاق إلى لقاء الله، فمن أحب لقاء الله أحب الله لقاءه. إن الانطلاق إلى المسجد مع سماع الأذان يفتح أبواب الخيرات على العبد، ويساهم في صلاحه وهدايته.

الصلاة قرة عين المؤمن:

إن أساس الرشد والهداية أن تكون الصلاة التي هي موعدك مع ربك قرة عينك. بادر إليها مع الأذان، واسعَ جاهدًا أن تكون صلاتك في غاية الحسن، لأن الله مُطّلع عليها، وكفى بالله شهيدًا.

الصلاة مفتاح الطاعات:

تواترت وصايا الصالحين على أن من فُتح له في باب الصلاة؛ فُتحت له أبواب بقية الطاعات. فالصلاة هي الركيزة الأساسية في سير العبد إلى الله، وإذا صلحت صلح سائر العمل.

التضحية من أجل الصلاة:

ليس كثيرًا على الصلاة أن يُضحّى بكل شيء من أجل إقامتها كما أمر الله، والمبادرة إليها. ولا شيء يعين على ذلك مثل تضرع العبد إلى ربه، وسؤاله أن يعينه على إقامة الصلاة على الوجه الذي يرضيه. ولهذا كان من دعاء الأنبياء عليهم السلام: (ربِّ اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي).

وصايا نافعة للمقبلين على طريق الاستقامة:

أذكر أن أحد طلاب العلم كان يوصي من هو حديث عهد باستقامة وتوبة، أو من يستنصحه بشيء ينفعه بثلاثة أمور:

  • المبادرة إلى الصلاة مع الأذان.
  • الورد اليومي في قراءة القرآن.
  • قيام الليل ولو بركعتين، وتكون في السحر قبيل الفجر.

ويمكن إضافة:

  • الإكثار من الدعاء ودوام اللجأ إلى الله.

هذه وصايا عظيمة، من عمل بها وأخذها بقوة فسيفلح بإذن الله، وهي أولى عتبات التربية الإيمانية وتعميق الصلة بالله.

غرس حب الصلاة في نفوس الأبناء:

من الجميل لمن ولّاه الله أمر التربية والتوجيه أن يحرص على غرس مثل هذه المعاني في طلابه، خاصة في بواكير أعمارهم، لأن من شبّ على شيء شاب عليه.

كتاب ننصح به:

ومن الكتب اللطيفة في ذلك كتاب "من ثمرات التبكير إلى المساجد" للشيخ عبدالعزيز السدحان. فلعل قراءة هذا الكتاب تكون معينة على هذا المشروع العظيم الذي لا يقبل الخسارة.

خاتمة:

فلنجعل الصلاة محور حياتنا، ولنسارع إليها عند سماع الأذان، ولنجتهد في إقامتها على أكمل وجه. بذلك نضمن الفلاح في الدنيا والآخرة، وننال رضا الله عز وجل.

المصدر: موقع طريق الإسلام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *