أهمية الصلاة في الإسلام: دليل من القرآن والسنة
مقدمة
الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهدِ الله فلا مُضلَّ له، ومن يُضلِل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. أما بعد…فاتقوا الله عباد الله حق التقوى، واعلموا أن أجسادكم على النار لا تقوى.
الصلاة ركنٌ أساسيٌّ في الإسلام
عباد الله، اعلموا أن الصلاة أهم أركان الإسلام بعد الشهادتين، فرضها الله على الأنبياء والرسل من قبل، فهي من الأمور المتفق عليها بينهم. يؤكد هذا الأمر العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة.
أمثلة من القرآن والسنة:
سنستعرض بعض الأمثلة من القرآن الكريم والسنة النبوية التي تُبرز أهمية الصلاة وعظم قدرها:
-
إبراهيم عليه السلام: يُخبرنا القرآن الكريم عن دعاء إبراهيم عليه السلام: ﴿رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ…﴾ [إبراهيم: 37]. لاحظوا أنه لم يذكر عملاً أفضل من الصلاة، مما يدل على مكانتها العظيمة. كما دعا ربه قائلاً: ﴿رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ…﴾ [إبراهيم: 40].
-
إسماعيل عليه السلام: أثنى الله عز وجل على إسماعيل عليه السلام بقوله: ﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا * وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ…﴾ [مريم: 54-55].
-
موسى عليه السلام: أوحى الله لموسى وأخيه هارون: ﴿وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ…﴾ [يونس: 87]، كما أمره: ﴿فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي﴾ [طه: 14].
-
شعيب عليه السلام: يُظهر لنا قصة شعيب عليه السلام كيف يُعرف المُصلون، وماذا يُعظمون.
-
زكريا عليه السلام: بشر زكريا عليه السلام بولده يحيى وهو قائم يصلي في المحراب: ﴿فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ…﴾ [آل عمران: 39].
-
عيسى عليه السلام: أوصى عيسى عليه السلام بالصلاة والزكاة وهو في المهد: ﴿وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ…﴾ [مريم: 31].
- محمد صلى الله عليه وسلم: أمر الله محمدًا صلى الله عليه وسلم بأمر أهله بالصلاة: ﴿وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ…﴾ [طه: 132]. كما أمرنا الله بها بقوله: ﴿وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ…﴾ [البقرة: 43]. كما قال صلى الله عليه وسلم: (بُنِيَ الإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلٰهَ إِلَّا اللهُ…وَإِقَامِ الصَّلَاةِ…). وصفه صلى الله عليه وسلم بأنها عمود الإسلام، وجعل قُرّة عينه فيها. وكانت وصيته الأخيرة قبل وفاته: "الصلاةَ وما ملكت أيمانكم". كما أسري به إلى السماء لتلقى فرض الصلاة مباشرة من الله.
عواقب ترك الصلاة
إن التخلف عن أداء الصلاة جماعة أو النوم عنها تقصيراً، منكر عظيم ومعصية ظاهرة قد تصل بصاحبها إلى الكفر الأكبر. قال صلى الله عليه وسلم: "بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة". كما أن في تركها من سوء الخلق وقلة المروءة ما فيه. كيف يدعى عبد الله إلى بيت الله فيرفض؟! هل رأيتم أسوأ أخلاقاً من هؤلاء الذين يُدعون إلى بيت الله فيرفضون؟
أحاديث نبوية تُبرز خطورة ترك الصلاة:
- قال صلى الله عليه وسلم: (أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة).
- قال صلى الله عليه وسلم: (إن العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر).
- روى الترمذي أن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم لا يرون شيئاً من الأعمال تركه كفر غير الصلاة.
تربية الأبناء على الصلاة
عباد الله، ربوا أولادكم على الصلاة، وقولوا لهم كما قال لقمان الحكيم لابنه: ﴿يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ﴾ [لقمان: 17]. استجيبوا لأمر الله، وتابعوا أولادكم في أدائها. ليس هناك عبادة حث النبي صلى الله عليه وسلم الآباء على أمر الأبناء على أدائها وهم صغار قبل التكليف، بل ومعاقبتهم عليها، إلا الصلاة.
خاتمة
اللهم ردنا إليك رداً جميلاً، واختم بصالحات أعمالنا. أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه.
اترك تعليقاً