إحياء سنة مهجورة: إماطة الأذى عن الطريق وأثرها الإيجابي
الالتزام بسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وتطبيق توجيهاته، والابتعاد عن كل ما نهى عنه، هو في جوهره امتثال لأمر الله عز وجل، الذي قال في كتابه الكريم: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} (الحشر: 7).
إذًا، كل قول أو فعل ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، يمثل منهجًا يجب اتباعه، سواء كان ذلك أمرًا بفعل الخير أو نهيًا عن فعل الشر. في هذا الاقتداء خير عظيم، وفي تركه إعراض عن هديه النير، وابتعاد عن النور الذي أتى به، مما قد يؤدي إلى عواقب وخيمة تصيب الفرد والمجتمع بأسره.
ومن بين هذه السنن الجليلة التي قد يغفل عنها الكثيرون في زحمة الحياة اليومية: إماطة الأذى عن الطريق. وهذا يعني إزالة أي شيء قد يعيق حركة الناس أو يسبب لهم الضرر في الطرقات والأماكن العامة. إنه عمل إنساني نبيل، يخدم المجتمع بشكل عام، ويعكس مدى إيمان الفرد والتزامه بتعاليم دينه الحنيف.
فضل إماطة الأذى في السنة النبوية
لقد بين النبي صلى الله عليه وسلم عظم فضل هذا العمل اليسير، حيث قال: «الإيمان بضعٌ وسبعون شُعبة، أعلاها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق». (رواه مسلم).
هذا الحديث الشريف يوضح أن إماطة الأذى عن الطريق ليست مجرد عمل بسيط، بل هي جزء لا يتجزأ من الإيمان. إنها تعكس حرص المسلم على سلامة الآخرين وراحهم، وتجسد قيمة التعاون والتكافل الاجتماعي في الإسلام.
من الإهمال إلى الإحياء: دعوة للعمل
هذا العمل البسيط، الذي يجعلك فردًا فعالًا في مجتمعك، وحافظًا على جمال بيئتك، أصبح اليوم نادرًا، بل إننا نرى في كثير من الأحيان عكس ذلك، حيث يقوم البعض بإلقاء الأذى والنفايات في الطرقات، مما يؤذي الناس والحيوانات، ويشوه منظر الأماكن العامة.
لذا، فلنحيي هذه السنة العظيمة، ولنسهم في إزالة كل ما يؤذي أو يشوه أو يعيق. لنجعل شوارعنا وأماكننا العامة نظيفة وآمنة للجميع.
كن ممن يحيون السنة
كن من الذين يحيون سنة النبي صلى الله عليه وسلم، فينالون بركة الاتباع، ويزرعون الخير في محيطهم. فكلما أزلت أذى من طريق، فقد أزحت عن نفسك وعن غيرك شرًا، وكسبت أجرًا عظيمًا عند الله.
دعوة للعمل:
- شارك في حملات تنظيف الأحياء والشوارع.
- علم أطفالك أهمية النظافة وإماطة الأذى.
- كن قدوة حسنة للآخرين في الحفاظ على البيئة.
- انشر الوعي بأهمية إماطة الأذى عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
- تذكر دائمًا أن إماطة الأذى عن الطريق هي صدقة جارية.
اترك تعليقاً