إيران تغير قواعد اللعبة: استراتيجية عسكرية جديدة في مواجهة إسرائيل
تتبنى طهران استراتيجية عسكرية متطورة "شكلاً ومضموناً" في ردها على إسرائيل، بالتزامن مع تصاعد حدة التوترات وتبادل الضربات الصاروخية. لم تعد العمليات العسكرية الإيرانية تسير على نفس الوتيرة، بل تشهد تحولاً نوعياً باستخدام أسلحة متطورة وتكتيكات جديدة.
تطور نوعي في الترسانة الصاروخية الإيرانية
بدأت إيران في استخدام أنواع جديدة من الصواريخ الباليستية والمسيّرات، يتم إطلاقها من قبل الجيش والحرس الثوري. من بين هذه الصواريخ:
- صاروخ "سجيل": يتميز هذا الصاروخ بمحركين وقدرة على اختراق الأجواء، مما يصعب رصده ويمنحه قدرة تدميرية عالية.
- صاروخ "فتاح" فرط الصوتي: يتميز بسرعته الفائقة وقدرته على الوصول إلى الأهداف دون أن ترصده أجهزة الرادار والمراقبة الإسرائيلية.
- صاروخ "خرمشهر": يتميز هذا الصاروخ بأنه متعدد الرؤوس ولديه قدرة انفجارية عالية، مما يجعله قادراً على إحداث خسائر كبيرة.
وفي تطور لافت، استخدمت إيران صاروخاً "متعدد الرؤوس الحربية"، مما يشكل تحدياً جديداً للدفاعات الإسرائيلية، حيث يحمل صاروخ خرمشهر وحده أكثر من طن من المتفجرات برأس متفجر أكبر من صاروخ شهاب 3.
تكتيكات جديدة: المسيّرات والتشويش الراداري
بالإضافة إلى الصواريخ المتطورة، من المتوقع أن تشن إيران هجمات بالمسيّرات أكثر انقضاضية، إلى جانب التشويش على النظام الراداري الإسرائيلي، مما يربك المنظومة الدفاعية الإسرائيلية.
تغيير في المضمون: رسائل واضحة وتحذيرات شديدة اللهجة
على صعيد المضمون، أعلن مجلس الأمن القومي الإيراني بوضوح أن أي هجوم سيقابل بهجوم مضاد، وأن مستوى الهجمات سيرتفع في حال ردت إسرائيل. وقد استهدفت إيران بالفعل مواقع أمنية وعسكرية إسرائيلية رداً على الهجمات الإسرائيلية.
تحذيرات إيرانية:
- تحذير لأي طرف ثالث يتدخل في الحرب الحالية مع إسرائيل، في إشارة ضمنية إلى الولايات المتحدة.
- تأكيد على أن طهران سترد "فوراً" على أي تدخل.
نحو قواعد اشتباك جديدة
تشير التطورات الأخيرة إلى أن المرحلة المقبلة قد تشهد تغييراً في طبيعة الأهداف التي قد تستهدفها إيران. تهدف طهران إلى "تغيير قواعد الاشتباك مع إسرائيل وفرض معادلة جديدة"، مما قد يدفع إسرائيل إلى "إعادة حساباتها العسكرية حين تستهدف المواقع الإيرانية".
خلفية التصعيد: هجوم إسرائيلي واسع النطاق
بدأت إسرائيل، بدعم أميركي ضمني، هجوماً واسعاً على إيران في 13 يونيو/حزيران، استهدف مبانٍ سكنية ومنشآت نووية وقواعد صواريخ، بالإضافة إلى اغتيال قادة عسكريين وعلماء نوويين ومدنيين. وردت إيران في مساء اليوم نفسه بصواريخ باليستية وطائرات مسيّرة، مما أسفر عن قتلى وجرحى وأضرار مادية كبيرة.
الخلاصة:
تسعى إيران إلى فرض معادلة جديدة في صراعها مع إسرائيل من خلال تطوير ترسانتها العسكرية، وتبني تكتيكات جديدة، وإرسال رسائل واضحة. يبقى السؤال: هل ستؤدي هذه الاستراتيجية الجديدة إلى تغيير موازين القوى في المنطقة؟
اترك تعليقاً