التدخل الإسرائيلي في سوريا: الأمم المتحدة تحذر من تهديد السلام الهش وتفاقم الأزمة

التدخل الإسرائيلي في سوريا: الأمم المتحدة تحذر من تهديد السلام الهش وتفاقم الأزمة

لجنة التحقيق الدولية المستقلة تدق ناقوس الخطر بشأن التصعيد

أصدرت لجنة التحقيق الدولية المستقلة التابعة للأمم المتحدة بشأن سوريا تقريراً هاماً يوم الجمعة، أعربت فيه عن قلقها العميق إزاء التدخل الإسرائيلي المتزايد في الأراضي السورية، محذرةً من أنه يمثل تهديداً خطيراً للسلام الهش القائم بالفعل، ويُنذر بتفاقم الأوضاع الإنسانية والأمنية المتردية.

الغارات الجوية الإسرائيلية: خطر التشرذم وزعزعة الاستقرار

أكدت اللجنة الأممية أن الغارات الجوية الإسرائيلية المتواصلة في مختلف أنحاء سوريا تزيد من خطر "التشرذم وإلحاق الضرر بالمدنيين". كما أشارت إلى أن هذه الغارات، بالإضافة إلى التهديدات بمزيد من التدخل العسكري، واستمرار توسيع الاحتلال الإسرائيلي للجولان السوري المحتل، ومحاولات تقسيم المجتمعات، تُساهم في "مزيد من زعزعة الاستقرار في سوريا".

دروس الماضي: التدخلات الخارجية وتأثيرها المدمر

شددت اللجنة على أهمية استخلاص العبر من تاريخ سوريا الحديث، مؤكدة أن "التدخلات الخارجية غالباً ما أدت إلى زيادة العنف والنزوح والتشرذم"، مما يستدعي الحذر الشديد وتجنب أي تصعيد إضافي.

خطاب الكراهية: وقود العنف وتقويض التماسك الاجتماعي

أعربت اللجنة عن قلقها البالغ إزاء تنامي التحريض وخطاب الكراهية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، محذرةً من أن ذلك يؤجج "العنف ويهدد التماسك الاجتماعي الهش في سوريا"، وهو ما يتطلب جهوداً مكثفة لمكافحة هذه الظاهرة الخطيرة.

دعوة للتهدئة والحوار: حماية المدنيين أولوية قصوى

ناشدت اللجنة الأممية جميع الأطراف المشاركة في التصعيد في سوريا "وقف الأعمال العدائية فوراً والسعي بجميع السبل المتاحة إلى وقف التصعيد والانخراط في الحوار". كما شددت على ضرورة إيلاء الأولوية القصوى لحماية المدنيين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل وآمن، ومنع حدوث المزيد من عمليات النزوح.

تحقيق العدالة والمساءلة: أساس بناء الثقة

أكدت اللجنة على أنه لا يمكن لسوريا أن تبدأ في إعادة بناء الثقة بين مجتمعاتها المنقسمة إلا من خلال دعم "سيادة القانون وضمان العدالة والمساءلة وتقديم التعويضات للضحايا وعائلاتهم". ودعت الحكومة المؤقتة إلى ضمان إجراء "تحقيقات فورية، ومحايدة ومستقلة في هذه الانتهاكات للقانون الدولي، ومحاسبة مرتكبيها من خلال عمليات تتسم بالمصداقية وفقاً للقانون السوري".

موقف الأمم المتحدة: إدانة للانتهاكات ودعوة إلى ضبط النفس

يأتي هذا التحذير في سياق إدانة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لانتهاك إسرائيل لسيادة سوريا، بما في ذلك الغارة الجوية الأخيرة قرب القصر الرئاسي في دمشق. وأكد الأمين العام ضرورة توقف هذه الهجمات واحترام إسرائيل لسيادة سوريا ووحدتها وسلامتها الإقليمية واستقلالها.

ودعا غوتيريش "بصورة قاطعة، جميع الأطراف المعنية إلى وقف جميع الأعمال العدائية وممارسة أقصى درجات ضبط النفس وتجنب مزيد من التصعيد". كما أبدى تفاؤلاً بالجهود السورية الداخلية لتهدئة العنف والحفاظ على الأمن والاستقرار، وناشد سلطات الإدارة المؤقتة في سوريا التحقيق بشفافية وعلانية في جميع الانتهاكات.

تصاعد الغارات الجوية: وضع إنساني وأمني يزداد تعقيداً

تأتي هذه التطورات في أعقاب سلسلة من الغارات الجوية التي شنها طيران الاحتلال الإسرائيلي مؤخراً على مناطق متفرقة من سوريا، والتي خلفت قتلى وجرحى، مما يزيد من تعقيد الوضع الإنساني والأمني المتردي بالفعل في البلاد.

المصدر: موقع الجزيرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *