مقدمة: السودان على طاولة الأولويات الأميركية
أكد مسعد بولس، مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب للشرق الأوسط وكبير مستشاريه للشؤون الأفريقية، أن الأزمة السودانية تحتل مكانة متقدمة على الأجندة الأميركية. وأشار إلى مساع حثيثة تبذلها الإدارة الأميركية لإيجاد حلول سلمية للأزمة المتفاقمة، واصفًا الوضع في السودان بأنه "أكبر مأساة في أفريقيا والعالم". هذا التصريح، الذي يبدو وديًا بشكل لافت، يفتح الباب أمام تحليل معمق للدور الذي يمكن أن تلعبه الولايات المتحدة في إنهاء هذه الأزمة.
البعد الإنساني: نقطة ارتكاز الحل الأميركي
ركز بولس بشكل خاص على البعد الإنساني المأساوي للأزمة، والذي تفاقم بشكل كبير نتيجة ممارسات "قوات الدعم السريع". هذه الممارسات، التي تشمل جرائم إبادة جماعية، واستهداف المدنيين، والعنف الجنسي، والتهجير القسري، وتدمير البنية التحتية المدنية، تستدعي تحركًا عاجلاً لوقف هذه الانتهاكات وضمان وصول المساعدات الإنسانية للمتضررين.
تجنب المسارات الخاطئة: التدخل العسكري والمساواة بين الجاني والضحية
من الضروري تجنب المقاربات التي قد تزيد الوضع تعقيدًا، مثل التدخل العسكري الأجنبي أو المساواة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. هذه المقاربات تتجاهل الحقائق على الأرض وتتعامى عن مسؤولية قوات الدعم السريع عن ارتكاب جرائم بشعة ضد المدنيين.
أربعة خيارات أمام إدارة ترامب لإنهاء الأزمة:
إذا كانت إدارة ترامب جادة في إنهاء الحرب في السودان وتخفيف الأزمة الإنسانية، فيمكنها اتباع مسار أكثر فعالية يتضمن حزمة متكاملة من الإجراءات:
-
وقف الدعم الإقليمي لقوات الدعم السريع: يجب على الولايات المتحدة ممارسة ضغوط على الدول الإقليمية التي تدعم قوات الدعم السريع بالمال والسلاح والمرتزقة، ووقف هذا الدعم بشكل كامل وفوري.
-
الاعتراف بشرعية السلطة الانتقالية: يجب على الولايات المتحدة الاعتراف بالسلطة الانتقالية الحالية في السودان باعتبارها الحكومة الشرعية المسؤولة عن إدارة شؤون البلاد، ودعمها في جهودها لتحقيق الاستقرار وإجراء انتخابات حرة ونزيهة.
-
دعم الحوار الوطني الشامل: يجب على الولايات المتحدة دعم إطلاق حوار وطني شامل يضم جميع الأطراف السودانية، بهدف تشكيل حكومة كفاءات وطنية مستقلة، وإجراء التعديلات القانونية اللازمة، واختيار رئيس وزراء مدني.
- الضغط على قوات الدعم السريع: يجب على الولايات المتحدة الضغط على قوات الدعم السريع لإلقاء السلاح، وإخلاء الأعيان المدنية، ورفع الحصار عن الفاشر، والانسحاب من جميع المواقع المتواجدة فيها.
خاتمة: مفاتيح الحل في متناول اليد
إن هذه الإجراءات تمثل مفاتيح مهمة وضرورية للوصول إلى حل مقبول وسريع للحرب في السودان ووضع حد للأزمة الإنسانية. من خلال تبني هذه المقاربة، يمكن لإدارة ترامب أن تلعب دورًا حاسمًا في إنهاء "أكبر مأساة في أفريقيا والعالم"، وتحقيق الاستقرار والازدهار للشعب السوداني.
اترك تعليقاً