في ظل تصاعد التوترات وتبادل القصف عبر الحدود، أبدت كل من الهند وباكستان استعدادًا مشروطًا لخفض التصعيد العسكري، مع تبادل الاتهامات حول المسؤولية عن بدء هذه الجولة من العنف. بينما تستبعد إسلام آباد حاليًا اللجوء إلى "الخيار النووي"، تظل المخاوف الدولية متصاعدة بشأن استقرار المنطقة.
تبادل الاتهامات واستعداد مشروط للتهدئة
أعلن وزير الخارجية الباكستاني، إسحاق دار، أن بلاده ستوقف التصعيد إذا فعلت الهند الشيء نفسه، مؤكدًا على رغبة باكستان في السلام دون هيمنة. وقد نقل هذه الرسالة إلى وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، في محاولة لتخفيف حدة التوتر.
من جانبه، صرح وزير الدفاع الباكستاني، خواجة محمد آصف، بأن الخيار النووي ليس مطروحًا "الآن"، لكنه حذر من أن الوضع قد يتطور بشكل ينذر بعواقب وخيمة تتجاوز المنطقة، في إشارة ضمنية إلى إمكانية اللجوء إليه في حال تفاقم الوضع.
في المقابل، أكدت المتحدثة باسم القوات الجوية الهندية، فيوميكا سينغ، أن الهند ملتزمة بعدم التصعيد شريطة التزام باكستان بالمثل. واتهمت القوات البرية الباكستانية بتحشيد قواتها نحو المناطق الأمامية، مما يشير إلى نية هجومية. وأكدت أن القوات المسلحة الهندية في حالة تأهب عملياتي عالية، وأنها نفذت "ضربات دقيقة على أهداف عسكرية محددة فقط" ردًا على الإجراءات الباكستانية.
نفي الدعوة لاجتماع الهيئة النووية وتضارب الأنباء
في خضم هذه التطورات، نفى وزير الدفاع الباكستاني وجود دعوة لعقد اجتماع لهيئة القيادة الوطنية المسؤولة عن اتخاذ القرارات التشغيلية بشأن الأسلحة النووية، على الرغم من تقارير سابقة لقناة "سماء نيوز" الباكستانية تشير إلى عكس ذلك.
جهود دولية للوساطة
وسط هذه التطورات المتسارعة، كثفت الولايات المتحدة جهودها للوساطة بين الطرفين. حث وزير الخارجية الأميركي كلا من باكستان والهند على إيجاد سبل لتهدئة التوتر، وأكدت الخارجية الأميركية أن روبيو تحدث إلى قائد الجيش الباكستاني، عاصم منير، وعرض المساعدة لبدء محادثات بناءة لتجنب أي صراعات مستقبلية.
تفاصيل العمليات العسكرية المتبادلة
تضاربت الروايات حول تفاصيل العمليات العسكرية المتبادلة. أعلنت الهند استهدافها قواعد عسكرية باكستانية ردًا على إطلاق إسلام آباد صواريخ عالية السرعة على عدة قواعد جوية هندية في ولاية البنجاب. في المقابل، أعلنت باكستان أنها اعترضت معظم الصواريخ التي استهدفت ثلاث قواعد جوية، وأنها شنت ضربات انتقامية على الهند.
رفض وزير الخارجية الهندي، فيكرام ميسري، "مزاعم الجيش الباكستاني بتدميره عدة قواعد جوية في الهند وإلحاق أضرار جسيمة بمستودعات المدفعية والمؤسسات العسكرية والبنية التحتية الحيوية".
تصاعد التوترات وتاريخ من الصراع
تعود جذور هذا التصعيد الأخير إلى هجوم وقع في 22 أبريل/نيسان الماضي على موقع سياحي في الجزء الخاضع لسيطرة الهند من كشمير، أسفر عن مقتل 26 مدنيًا. ألقت نيودلهي باللوم على باكستان لدعم الهجوم، وهو اتهام تنفيه إسلام آباد.
يمثل هذا التصعيد الأخير حلقة جديدة في سلسلة طويلة من الصراعات والتوترات بين الهند وباكستان، الخصمين المسلحين نوويًا، مما يجعل الوضع في المنطقة بالغ الحساسية ويتطلب جهودًا دولية مكثفة لتهدئة الأوضاع ومنع انزلاقها إلى حرب شاملة.
ملخص الأحداث:
- الهند وباكستان تبديان استعدادًا مشروطًا لخفض التصعيد.
- تبادل الاتهامات حول المسؤولية عن بدء التصعيد.
- باكستان تستبعد حاليًا اللجوء إلى الخيار النووي.
- جهود دولية مكثفة للوساطة، خاصة من الولايات المتحدة.
- تضارب الروايات حول تفاصيل العمليات العسكرية المتبادلة.
- تصاعد التوترات يعود إلى هجوم في كشمير.
- مخاوف دولية بشأن استقرار المنطقة.
اترك تعليقاً