حفظ القرآن الكريم في صدر النبي ﷺ: عناية إلهية وإخلاص نبوي

حفظ القرآن الكريم في صدر النبي ﷺ: عناية إلهية وإخلاص نبوي

حفظ القرآن الكريم في صدر النبي ﷺ: عناية إلهية وإخلاص نبوي

كان النبي محمد ﷺ شديد الحرص على حفظ القرآن الكريم وتلقيه من جبريل عليه السلام، مُبديًا عناية فائقة في دراسته وتدبره، خشية ضياع أي حرف أو كلمة. وقد بلغ به الحرص مبلغًا جعله يُحرك لسانه بشدة أثناء التلاوة، حتى نزل عليه قوله تعالى: ﴿لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ﴾ [القيامة: 16-18]. كانت هذه الآيات بمثابة الاطمئنان والشفاء لنبيه، ووعدًا إلهيًا بحفظ القرآن الكريم في صدره الشريف لفظًا ومعنى.

تفسير الآيات الكريمة وتوضيح عناية النبي ﷺ بالقرآن

يُوضح حديث ابن عباس رضي الله عنهما، الوارد في الصحيحين، معنى الآيات الكريمة. فقد كان النبي ﷺ يُجهد نفسه في حفظ القرآن، مُحركًا شفتيه بشدة. وقد روى ابن عباس أنه كان يُحرك شفتيه كما كان يفعل النبي ﷺ، مُوضحًا بذلك شدة حرص النبي ﷺ على حفظ القرآن. ويشير الحديث إلى أن الله تعالى تكفل بجمع القرآن في صدر النبي ﷺ، وأن عليه فقط اتباع ما يُلقى إليه.

معارضة جبريل للنبي ﷺ بالقرآن الكريم

من أهم أسباب حفظ النبي ﷺ للقرآن الكريم، معارضة جبريل عليه السلام إياه بالقرآن في رمضان من كل عام، مرة واحدة، إلا في العام الذي توفي فيه ﷺ، فقد عارضه مرتين. فهم النبي ﷺ من هذا الأمر قرب أجله، واختتام رسالته. ويُؤكد هذا المعنى ما ورد في الصحيحين من أحاديث تُشير إلى زيادة جود النبي ﷺ في رمضان، وذلك لتلاقي جبريل به وتدارسه معه القرآن الكريم.

أحاديث نبوية تُبرز عناية النبي ﷺ بحفظ القرآن

يُظهر حديث عائشة رضي الله عنها، الوارد عند مسلم، أن جبريل كان يُعارض النبي ﷺ القرآن مرة أو مرتين سنويًا، وقد عارضه مرتين في العام الذي توفي فيه. وقد أدركت فاطمة رضي الله عنها قرب أجل النبي ﷺ من هذا الأمر. ويُبرز هذا الحديث اهتمام النبي ﷺ الشديد بحفظ القرآن، حتى في أيامه الأخيرة.

القرآن الكريم: شغل النبي ﷺ الشاغل

كان القرآن الكريم شغل النبي ﷺ الشاغل في جميع أحواله، قائمًا أو قاعدًا، في سفره وحضره، في صحته وسقمه. لم يغب كلام ربه عن قلبه لحظة، متبعًا أوامره ونواهيه، مُؤمنًا بمتشابهه، وعاملًا بمحكمه، متخلقًا بأخلاقه العظيمة، كما وصفه الله تعالى بقوله: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ [القلم: 4].

خُلق النبي ﷺ: القرآن الكريم

تُلخص أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها خُلق النبي ﷺ بكلمة واحدة: القرآن. فهو كان مُتمسكًا بآدابه وأوامره ونواهيه، مُجسِّدًا مكارم الأخلاق ومحاسنها. وقد كان الصحابة الكرام يرجعون إليه في كل ما يتعلق بالقرآن الكريم وفهم معانيه. ويُظهر هذا مدى تأثير القرآن الكريم على حياة النبي ﷺ، وكيف أصبح هو منهجه في الحياة.

الخاتمة: درسٌ في العناية بالقرآن الكريم

تُبرز قصة حفظ النبي ﷺ للقرآن الكريم مدى العناية الإلهية والاجتهاد النبوي في حفظ كتاب الله. فهي درسٌ لنا في أهمية حفظ القرآن الكريم وفهمه وتدبره، واتباع سنة النبي ﷺ في ذلك.

المصدر: شبكة الألوكة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *