ركعتا الفجر: كنز عظيم خير من الدنيا وما فيها (فضل وأحكام)
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:
إن من رحمة الله بنا أن جعل لنا أعمالًا يسيرة، وأجورًا عظيمة. ومن بين هذه الأعمال الفاضلة، تبرز ركعتا الفجر كجوهرة ثمينة، لما لها من فضل عظيم وثواب جزيل. فما هي هذه الركعتان؟ وما الذي يجعلهما خيرًا من الدنيا وما فيها؟ وكيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعاهدهما؟ هذا ما سنتناوله بالتفصيل في هذا المقال.
فضل ركعتي الفجر: كنز لا يُضاهى
لقد بين لنا النبي صلى الله عليه وسلم عظيم فضل ركعتي الفجر في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم عن عائشة رضي الله عنها: «رَكْعَتَا الْفَجْرِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا».
تأمل هذا الوصف العظيم! ركعتان يسيرتان، لا تستغرقان وقتًا طويلاً، تفوقان في الأجر والثواب كل ما في الدنيا من متاع وزينة. وهذا يدل على عظيم فضل الله وكرمه، وعلى أهمية اغتنام هذه الفرصة الثمينة.
ما المقصود بركعتي الفجر؟
المقصود بركعتي الفجر هما سنة الفجر القبلية، وهما الركعتان اللتان تُصليان بين أذان الفجر وإقامة الصلاة. وهما من السنن الرواتب التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرص عليها أشد الحرص.
حرص النبي صلى الله عليه وسلم على ركعتي الفجر
كان النبي صلى الله عليه وسلم قدوة حسنة في جميع أقواله وأفعاله، وكان حريصًا على تعليم أمته الخير، وبيان فضائل الأعمال. ومن بين هذه الأعمال، كان يولي ركعتي الفجر اهتمامًا خاصًا.
- المواظبة عليهما حضرًا وسفرًا: لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يترك ركعتي الفجر لا في الحضر ولا في السفر. وهذا يدل على عظيم مكانتهما وأهميتهما.
- تخفيفهما: كان النبي صلى الله عليه وسلم يخفف ركعتي الفجر، ومع ذلك كان يحافظ عليهما. فقد كانت عائشة رضي الله عنها تقول: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي ركعتي الفجر فيخفف، حتى إني أقول: هل قرأ فيهما بأم القرآن؟".
- القراءة فيهما: ورد في بعض الأحاديث أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في ركعتي الفجر سورتي الكافرون والإخلاص.
أقوال العلماء في فضل ركعتي الفجر
لقد أدرك العلماء فضل ركعتي الفجر، وأكدوا على أهمية المحافظة عليهما.
- قال الإمام ابن القيم رحمه الله: "وكان تعاهده ومحافظته على سنة الفجر أشد من جميع النوافل؛ ولذلك لم يكن يدعها هي والوتر سفرًا وحضرًا".
كيف نحافظ على ركعتي الفجر؟
بعد أن عرفنا فضل ركعتي الفجر، وحرص النبي صلى الله عليه وسلم عليهما، فما هي الخطوات التي يمكننا اتخاذها للمحافظة عليهما؟
- الاستعانة بالله: الدعاء والتضرع إلى الله أن يعيننا على القيام بهاتين الركعتين.
- التبكير في النوم: النوم مبكرًا يساعد على الاستيقاظ لصلاة الفجر في وقتها، وبالتالي أداء سنة الفجر.
- الاستعانة بالمنبه: استخدام المنبه أو المؤقت للتذكير بموعد صلاة الفجر.
- تذكر الفضل: استحضار فضل ركعتي الفجر والأجر المترتب عليهما يحفز على أدائهما.
- الصحبة الصالحة: التشجيع المتبادل مع الأهل والأصدقاء على المحافظة على صلاة الفجر وسنتها.
الخلاصة
ركعتا الفجر كنز عظيم لا يقدر بثمن، وهما خير من الدنيا وما فيها. فلنحرص على أدائهما والمحافظة عليهما، لننال الأجر العظيم والفوز برضا الله تعالى.
نسأل الله العلي القدير أن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته، وأن يجعلنا من المحافظين على صلاة الفجر وسنتها. والحمد لله رب العالمين.
اترك تعليقاً