بسم الله الرحمن الرحيم
حلب في ميزان القدر، ويد الله تعمل في نصر المظلومين
الحمد لله الذي ينصر عباده المؤمنين، ويقمع الظالمين، فهو القائل: “ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز” [الحج:40].
أما بعد، فإن ما نراه اليوم في بلاد الشام عامةً، وحلب خاصةً، لهو من عجائب تدبير الله في الكون. فقد وسّعت الفصائل المقاتلة في حلب نطاق سيطرتها على أحياء المدينة، وردت عدوان الطاغية وأعوانه، رغم كثرة الأهوال وشدة البلاء.
الحال كما هو: الطغاة في ورطة
ثبت أن أعداء الله وأعداء الدين، ممن تحالفوا في الظلم والطغيان، قد تكبّدوا خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات. فها هي قوات النظام تعترف بمقتل وإصابة عشرات الجنود، وما ذلك إلا دليل على أن نصر الله قد بدأ يلوح في الأفق.
المرابطون في سبيل الله
إن هؤلاء المجاهدين الذين حملوا أرواحهم على أكفهم، لم يرهبهم طغيان الطغاة ولا قصف الطائرات الروسية، بل ثبتوا كما ثبت الصحابة في يوم الأحزاب، رغم أن الدنيا تآمرت عليهم.
والعاقبة للمتقين
إن في كل بلاء حكمة، وفي كل نصرٍ أجرًا. وقد قال الإمام أحمد بن حنبل، رحمه الله: “إن الحق منصور وإن قلّ الناصرون، والباطل مكسور وإن كثر الظالمون”. فحلب اليوم تقف على أعتاب نصر جديد، وما ذلك إلا بشائر من الله لعباده الصابرين.
إن في هذه الأحداث لآياتٍ لا يغفل عنها ذو عقل.
أولاً: أن الله يجعل للمظلومين متنفسًا وإن اشتدت عليهم الكروب، فقد كانت حلب بين نيران الحصار والدمار، ثم بدت لهم فسحة من السيطرة والنصر.
ثانيًا: أن الظلم، وإن دام أمده، فإن له نهاية محتومة، فهذا النظام الذي طالما استبد وأفسد، قد بانت عليه علامات الوهن والتراجع.
وأما الحديث عن الغارات الروسية، فإنه يذكرنا بقول الله تعالى: “ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين” [الأنفال:30]. فإن كثرة العدة لا تغني إذا كتب الله الهزيمة.
وأما المدنيون الذين تأذوا من هذه الأحداث، فقد رفعوا أكفهم إلى الله، وسكبوا دموعهم تحت سمائه، والله يسمع دعاء المظلوم ولو بعد حين.
نسأل الله أن يجعل لأهل سوريا مخرجًا من كل ضيق، وأن ينصر الحق وأهله، ويخذل الظلم وجنده، وما ذلك على الله بعزيز.
والحمد لله أولًا وآخرًا.
اترك تعليقاً