سيناريوهات إسرائيل في مواجهة إيران: تحليل أمني واستعدادات غير مسبوقة

سيناريوهات إسرائيل في مواجهة إيران: تحليل أمني واستعدادات غير مسبوقة

مقدمة:

في أعقاب الهجوم العسكري الأخير على إيران، رفعت إسرائيل درجة الاستنفار الأمني إلى مستويات غير مسبوقة، متخذة سلسلة من الإجراءات الاحترازية والاستخباراتية تحسبًا لردود فعل إيرانية محتملة. هذا التحليل يقدم نظرة معمقة على الإجراءات الأمنية الإسرائيلية، الخسائر المعلنة، والسيناريوهات المتوقعة، بالإضافة إلى التحديات الداخلية التي تواجهها إسرائيل.

إجراءات أمنية استباقية:

  • إجلاء الطائرات المدنية: في خطوة استباقية، قامت المخابرات الإسرائيلية (الشاباك) بإبلاغ شركات الطيران الإسرائيلية بضرورة نقل الطائرات المدنية من مطار بن غوريون إلى مطارات آمنة في اليونان وقبرص والولايات المتحدة. هذا الإجراء جاء تحسبًا لهجمات صاروخية محتملة تستهدف المطار، مما يعكس معرفة استخباراتية مسبقة بنية شن الهجوم على المنشآت الإيرانية.
  • تعاون استخباراتي مع سنتكوم: تعتمد إسرائيل على تعاونها الاستخباراتي الوثيق مع القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) لرصد أي تحركات إيرانية مبكرة لإطلاق الصواريخ. هذا التعاون يمنح السكان وقتًا يتراوح بين 10 إلى 12 دقيقة للاحتماء، وهو وقت أطول بكثير مقارنة بالمواجهات مع قطاع غزة أو حزب الله.

الخسائر الإسرائيلية:

  • إصابات في صفوف الجيش: أعلن الجيش الإسرائيلي عن إصابة سبعة جنود خلال الضربات الصاروخية الإيرانية التي طالت وسط البلاد. ومع ذلك، فرض تعتيم إعلامي على أماكن الاستهداف، مما يشير إلى رغبة إسرائيلية في الحد من تأثير الرد الإيراني على الرأي العام.

الوضع على الجبهة الداخلية:

  • تخفيف القيود مع الحذر المستمر: على الرغم من تخفيف السلطات الإسرائيلية للقيود المفروضة على السكان، إلا أن الجيش الإسرائيلي لا يزال يتوقع هجمات أخرى ويواصل مراقبة التطورات عن كثب.
  • تعزيز الأمن الداخلي: تم إرسال 600 عنصر احتياط من حرس الحدود لتعزيز السيطرة الأمنية داخل المدن، وخاصة في المناطق التي سقطت فيها صواريخ إيرانية.

الأهداف العسكرية الإسرائيلية:

  • تدمير الدفاعات الجوية الإيرانية: تركز الغارات الإسرائيلية حاليًا على القضاء على ما تبقى من منظومات الدفاع الجوي الإيراني.
  • استهداف منصات إطلاق الصواريخ: الهدف الثاني هو ضرب منصات إطلاق الصواريخ الباليستية قبل تفعيلها.
  • السيطرة الجوية: تعتبر تل أبيب أن المجال الجوي الإيراني بات مكشوفًا ومسيطرًا عليه جويًا.
  • تدمير المنصات المتنقلة: أعلن الجيش الإسرائيلي عن تدمير عشرات المنصات المتنقلة من نوع "أرض-أرض" باستخدام طائرات مأهولة ومسيرة.

السيناريوهات المحتملة:

تتعامل إسرائيل مع أربعة سيناريوهات رئيسية:

  1. استمرار المواجهة المباشرة مع إيران.
  2. تفعيل الحوثيين أو حزب الله لفتح جبهات مساندة.
  3. استهداف المصالح والسفارات الإسرائيلية في الخارج.
  4. احتمال إغلاق إيران لمضيق هرمز، مما يحول الأزمة إلى دولية.

الاستعدادات الأمنية الداخلية:

  • طوق أمني شامل في الضفة الغربية: تواصل إسرائيل تنفيذ طوق أمني شامل على الضفة الغربية وتشديد الإجراءات على الخط الأخضر.
  • نقل قوات وتعزيزات: تم نقل قوات من غزة إلى الضفة الغربية، وتجنيد قوات احتياط من وحدات النخبة لتعزيز الجبهتين الشمالية والسورية.

الخلاصة:

إسرائيل في حالة تأهب قصوى، وتستعد لمواجهة سيناريوهات متعددة في مواجهة إيران. على الرغم من الإجراءات الأمنية المكثفة، يبقى الوضع الأمني هشًا، وتشير التقديرات الاستخباراتية إلى أن المواجهة لم تنته بعد، وأن التهديد الإيراني لا يزال قائمًا. تتطلب هذه الظروف يقظة مستمرة وتنسيقًا استخباراتيًا فعالًا لضمان أمن إسرائيل ومواطنيها.

المصدر: موقع الجزيرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *