موسم عظيم يهل علينا، أيام مباركات تتضاعف فيها الحسنات، إنها عشر ذي الحجة، أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من غيرها. فلنستقبلها بقلوب خاشعة، ونغتنمها بالطاعات والقربات. لكن، قد يقع البعض في أخطاء دون قصد، فمن باب النصيحة والتذكير، نلقي الضوء على أبرز هذه الأخطاء لتجنبها، وتحقيق أقصى استفادة من هذا الموسم المبارك.
أولاً: أخطاء عامة في عشر ذي الحجة
- اللامبالاة بفضل العشر: يمر موسم العشر على البعض دون أدنى اهتمام، وهذا تفريط عظيم بكنز لا يعوض. تذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم: «ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله منه في هذه الأيام العشر».
- إهمال التسبيح والتهليل والتكبير والتحميد: سنة مهجورة عند الكثيرين، فلنجعل ألسنتنا رطبة بذكر الله من دخول العشر إلى نهاية أيام التشريق، امتثالاً لقوله تعالى: {وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ}.
- التكبير الجماعي المبتدع: التكبير عبادة فردية، فلنتجنب التكبير الجماعي بصوت واحد، أو التمايل والرقص، أو إضافة أذكار لم ترد في السنة.
- جهر النساء بالتكبير: الأصل في المرأة الستر، فلتحذر من رفع صوتها بالتكبير بحيث يسمعها الرجال الأجانب.
- إحداث صيغ جديدة للتكبير: لنلتزم بالصيغ الثابتة عن السلف، وأصحها:
- "الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر ولله الحمد".
- "الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر كبيرًا".
- صيام أيام التشريق: هذه الأيام هي أيام عيد وفرح، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن صيامها، فقال: «يوم عرفة، ويوم النحر، وأيام التشريق: عيدنا أهل الإسلام، وهي أيام أكل وشرب».
- صيام النفل قبل قضاء الفرض: من كان عليه قضاء من رمضان، فالأولى أن يبدأ بالقضاء قبل صيام النفل في العشر، فالفرض مقدم على النفل.
ثانيًا: أخطاء في يوم عرفة
- عدم صيام يوم عرفة لغير الحاج: تفويت أجر عظيم، فصيامه يكفر السنة الماضية والسنة القادمة.
- قلة الدعاء والغفلة عنه: يوم عرفة هو يوم الدعاء الأعظم، فلنكثر فيه من الدعاء والتضرع إلى الله، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير».
ثالثًا: أخطاء في يوم النحر (عيد الأضحى)
- التخلف عن صلاة العيد: صلاة العيد من شعائر الإسلام العظيمة، فلنحرص على حضورها في المصلى، رجالاً ونساءً، كباراً وصغاراً.
- الخروج إلى صلاة العيد بثياب رثة: يوم العيد هو يوم الفرح والزينة، فلنحرص على ارتداء أفضل الثياب والتطيب.
- الأكل قبل صلاة العيد: السنة ألا يأكل المسلم في عيد الأضحى حتى يرجع من المصلى ويأكل من أضحيته.
- عدم تأدية صلاة العيد في المصلى: لا عذر في ترك صلاة العيد لمن يقدر عليها.
- التساهل في عدم سماع الخطبة: فلنستمع للخطبة بإنصات وتدبر، لما فيها من الفائدة والنصح.
- التساهل في الذهاب والإياب من طريق واحد: سنة النبي صلى الله عليه وسلم أن يذهب إلى المصلى من طريق ويرجع من طريق آخر.
- التساهل بترك تهنئة الناس في العيد: الزيارات والتجمعات العائلية والتهنئة من الأمور المستحبة، فلنحرص عليها.
- زيارة المقابر في يوم العيد: زيارة المقابر في يوم العيد بزعم "معايدة الموتى" بدعة لم يفعلها السلف.
نسأل الله أن يوفقنا لاغتنام هذه الأيام المباركة، وأن يجنبنا الزلل والخطأ، وأن يتقبل منا صالح الأعمال.
اترك تعليقاً