فضل ركعتي الفجر: كنز عظيم قبل صلاة الصبح
ركعتا الفجر، تلك اللؤلؤتان المضيئتان في بداية يومنا، تحظيان بمكانة خاصة في قلب النبي صلى الله عليه وسلم وسنته. فما هي هذه الركعتان، وما فضلهما العظيم الذي جعلهما أحب إليه من الدنيا وما فيها؟ هذا ما سنستكشفه في هذا المقال.
ركعتا الفجر: سنة مؤكدة لا تُترك
تؤكد الأحاديث النبوية الشريفة على أهمية ركعتي الفجر كسنة مؤكدة، أي أنها ليست فرضًا ولكن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحرص عليها أشد الحرص، حتى في السفر والحضر. عن عائشة رضي الله عنها قالت: "لم يكنِ النبيُّ صلى الله عليه وسلم على شيءٍ من النوافل أشدَّ تعاهدًا منه على ركعتَي الفجر." (متفق عليه). هذا الحرص الشديد يدل على الفضل العظيم الذي تختزنه هاتان الركعتان.
خير من الدنيا وما فيها
ليس هذا فحسب، بل إن فضل ركعتي الفجر يتجاوز حدود الدنيا الفانية. فقد روى مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: "ركعتـا الفجرِ خيرٌ مِن الدنيا وما فيها." يا له من فضل عظيم! فهل نتخيل أن ركعتين قصيرتين قبل صلاة الفجر تفوقان قيمة كل ما في هذه الدنيا من كنوز ومتاع؟ هذا يؤكد لنا أن الأجر الأخروي أعظم وأبقى.
أسرع النوافل إلى قلب النبي صلى الله عليه وسلم
لم تقتصر أهمية ركعتي الفجر على الحرص عليهما والمداومة عليهما، بل كان النبي صلى الله عليه وسلم يُسرع إليهما إذا أدركه وقت الفجر. تقول عائشة رضي الله عنها: "ما رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم في شيءٍ من النوافل أسرع منه إلى الركعتين قبل الفجـر." وهذا يدل على الشوق والحرص على اغتنام هذا الفضل العظيم.
لماذا هذا الفضل العظيم؟
قد يتساءل البعض عن سبب هذا الفضل العظيم لركعتي الفجر. ربما يعود ذلك إلى عدة أسباب، منها:
- تزكية النفس في بداية اليوم: تبدأ يومك بعبادة خالصة لله تعالى، مما يضفي على يومك كله بركة ونورًا.
- الاستعداد لصلاة الفجر: تعتبر ركعتا الفجر بمثابة تهيئة وتنشيط للقلب والجوارح لأداء صلاة الفجر بخشوع وحضور.
- الإخلاص والسرية: غالبًا ما تُصلى ركعتا الفجر في وقت السحر، حيث الهدوء والسكينة، مما يزيد من الإخلاص في العبادة.
هل هي أفضل النوافل مطلقًا؟
على الرغم من الفضل العظيم لركعتي الفجر، إلا أنه لا ينفي وجود نوافل أخرى قد تكون أفضل منها في بعض الأوقات، كالوتر والصلاة في جوف الليل. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أفضلُ الصلاةِ بعد الفريضة الصلاةُ في جوف الليـل." (رواه مسلم).
خلاصة القول
ركعتا الفجر كنز عظيم ينبغي على كل مسلم ومسلمة الحرص عليه والمحافظة عليه. فهما خير من الدنيا وما فيها، وتزكيان النفس، وتزيدان من الإيمان، وتهيئان القلب لصلاة الفجر. فلا تضيعوا هذا الفضل العظيم، واحرصوا على اغتنامه في كل يوم.
فوائد مستنبطة من الأحاديث:
- تأكيد سُنية ركعتي الفجـر وأهميتهما.
- أن ركعتَي الفجرِ خيرٌ مِن ملك الدنيا وما فيها من متاع.
- أن ركعتَي الفجرِ من أفضل السنن الراتبـة وأكثرها تعاهدًا من النبي صلى الله عليه وسلم.
اترك تعليقاً