غزة تنزف: قصف إسرائيلي يودي بحياة منتظري المساعدات ونازحين
في تصعيد مأساوي للأزمة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة، وثقت مصادر طبية استشهاد 27 فلسطينياً بنيران القوات الإسرائيلية منذ فجر اليوم، من بينهم 11 شخصاً كانوا ينتظرون الحصول على مساعدات إنسانية ضرورية للبقاء على قيد الحياة. وتأتي هذه المجزرة المروعة بالقرب من نقطة لتوزيع المساعدات في منطقة جسر وادي غزة، لتُضاف إلى سلسلة طويلة من الاعتداءات التي تستهدف المدنيين العُزل في القطاع المحاصر.
استهداف ممنهج للمدنيين: أرقام مفزعة وتنديد دولي
وزارة الصحة في غزة كانت قد أعلنت قبل أيام عن استشهاد 245 فلسطينياً وإصابة أكثر من 2152 آخرين جراء استهدافات مماثلة لمنتظري المساعدات قرب نقاط التوزيع. هذا الاستهداف الممنهج أثار إدانات دولية واسعة، حيث وصفته الأمم المتحدة بأنه "أداة عسكرية وسياسية ووسيلة لتهجير الفلسطينيين"، في إشارة إلى المشروع الإسرائيلي الأميركي الذي يتم في إطاره توزيع المساعدات.
غارات وقصف عشوائي: معاناة النازحين تتفاقم
لم يقتصر القصف الإسرائيلي على نقاط توزيع المساعدات، بل امتد ليشمل مناطق سكنية ومخيمات للنازحين. ففي غارة جوية استهدفت خيمة تؤوي نازحين بالقرب من مسجد الخالدي المدمر شمال غربي مدينة غزة، استشهد 3 فلسطينيين وأصيب آخرون. كما استهدفت مدفعية الاحتلال مناطق عدة في القطاع، بما في ذلك حي التفاح شرقي مدينة غزة ومنطقة الدحدوح جنوبي المدينة، مما أدى إلى مزيد من الضحايا والدمار.
خان يونس تحت القصف: استهداف للأبراج السكنية ومخيمات النازحين
وفي جنوب القطاع، لم تسلم مدينة خان يونس من القصف الإسرائيلي، حيث استهدفت المدفعية أبراج مدينة حمد السكنية ومجموعة من الأهالي شرق الجامعة الإسلامية. كما أطلقت آليات جيش الاحتلال النار بشكل مكثف صوب خيام النازحين بمنطقة أصداء شمال خان يونس، مما يزيد من معاناة السكان الذين نزحوا من ديارهم بسبب القصف المستمر.
ردود فعل محدودة: صواريخ من غزة وسقوطها قرب السياج
في المقابل، ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أنه تم رصد إطلاق صاروخين من قطاع غزة سقطا قرب السياج الحدودي دون وقوع إصابات. هذا الرد المحدود يعكس حجم الدمار والمعاناة التي يعيشها القطاع، حيث يواجه السكان نقصاً حاداً في الغذاء والدواء والمأوى، فضلاً عن الخطر الدائم للقصف الإسرائيلي.
حرب إبادة: دمار شامل وخسائر فادحة في الأرواح
منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حرباً على قطاع غزة، وصفها خبراء دوليون بأنها "إبادة". وقد أسفرت هذه الحرب عن استشهاد أكثر من 55 ألف فلسطيني وإصابة نحو 128 ألفا، وتشريد كل سكان القطاع تقريبا، وسط دمار واسع النطاق لم يسبق له مثيل منذ الحرب العالمية الثانية.
المجتمع الدولي أمام مسؤولياته: ضرورة التحرك العاجل لوقف المأساة
إن استمرار هذه المأساة الإنسانية في قطاع غزة يضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته التاريخية. فمن الضروري التحرك العاجل لوقف القصف الإسرائيلي العشوائي للمدنيين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ودون عوائق، والعمل على إيجاد حل سياسي عادل وشامل يضمن حقوق الشعب الفلسطيني وينهي الاحتلال. فغزة تنزف، والعالم لا يستطيع أن يبقى صامتاً.
اترك تعليقاً