الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
طريق الجنة الواحد
اتفق الرسل على أن طريق الجنة واحد فقط، بخلاف طرق الجحيم المتعددة. يُؤكد القرآن الكريم هذا المعنى في قوله تعالى: ﴿ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ﴾ [الأنعام: 153]. هذا الطريق المستقيم هو طريق التوحيد والطاعة لله سبحانه وتعالى.
منازل الجنة المتفاوتة
يُروى عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ لَيَتَرَاؤَوْنَ أَهْلَ الْغُرَفِ مِنْ فَوْقِهِمْ، كَمَا تَتَرَاءَوْنَ الْكَوْكَبَ الدُّرِّيَّ الْغَابِرَ مِنَ الْأُفُقِ مِنَ الْمَشْرِقِ أَوِ الْمَغْرِبِ، لِتَفَاضُلِ مَا بَيْنَهُمْ». وقد سُئل النبي صلى الله عليه وسلم هل هذه المنازل للأنبياء فقط؟ فأجاب: «بَلَى، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ رِجَالٌ آمَنُوا بِاللهِ وَصَدَّقُوا الْمُرْسَلِينَ» (متفق عليه). وهذا يدل على وجود تفاوت في درجات أهل الجنة بحسب أعمالهم وإيمانهم.
طعام وشراب أهل الجنة
يصف لنا النبي صلى الله عليه وسلم نعيم أهل الجنة في طعامهم وشرابهم بقوله: "يأكل أهل الجنة ويشربون، ولا يَمتخطَّون ولا يتغوَّطون ولا يَبولون، ولكن طعامهم ذلك جُشاءٌ كرِيح المسك، يُلهمون التسبيح والتكبير كما تُلهمون النفس" (صحيح مسلم 2835). فهو طعامٌ طيبٌ، ذو رائحةٍ زكيةٍ، يُلهمهم التسبيح والحمد.
مساكن أهل الجنة الفاخرة
يُشير القرآن الكريم إلى خيام أهل الجنة بقوله: ﴿ حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ ﴾ [الرحمن: 72]. وفي حديث أبي موسى الأشعري، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أن للمؤمن في الجنة لخيمة من لؤلؤة واحدة مجوفة طولها ستون ميلا فيها أهلون يطوف عليهم المؤمن فلا يرى بعضهم بعضا" (الصحيحين). وهذا يدل على اتساع مساكنهم وفخامتها.
خدم وغلمان أهل الجنة
يُبين القرآن الكريم نعيم أهل الجنة في خدمهم وغلمانهم بقوله: ﴿ يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ ﴾ [الواقعة: 17، 18]، و﴿ وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا ﴾ [الإنسان: 19، 20]. فهؤلاء الغلمان مخلدون لا يهرمون ولا يتغيرون.
آخر أهل الجنة دخولاً
يُروى عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إِنِّي لَأَعْلَمُ آخِرَ أَهْلِ النَّارِ خُرُوجًا مِنْهَا، وَآخِرَ أَهْلِ الجَنَّةِ دُخُولًا، رَجُلٌ يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ كَبْوًا، فَيَقُولُ اللَّهُ: اذْهَبْ فَادْخُلِ الجَنَّةَ…". (الصحيحين). تُظهر هذه القصة رحمة الله الواسعة حتى بمن دخل النار، وتُبين أن نعيم الجنة لا حدود له.
تم بحمد الله، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
اترك تعليقاً