هل أحبطت إسرائيل مؤامرة ضد وزير الخارجية الإيراني؟ تحليل للدلالات والتداعيات المحتملة

هل أحبطت إسرائيل مؤامرة ضد وزير الخارجية الإيراني؟ تحليل للدلالات والتداعيات المحتملة

إيران تتهم إسرائيل بمؤامرة ضد وزير خارجيتها: ما هي الرسائل الخفية؟

أثار إعلان مسؤول إيراني عن إحباط "مؤامرة إسرائيلية كبرى" تستهدف وزير الخارجية عباس عراقجي في طهران، موجة من التساؤلات والتحليلات حول الدوافع والتداعيات المحتملة لهذا الإعلان، خاصة في ظل التوترات الإقليمية المتصاعدة والمفاوضات النووية الجارية. هل يهدف هذا الإعلان إلى التأثير على مسار المفاوضات؟ أم أنه يعكس صراعًا داخليًا على النفوذ في إيران؟

عراقجي: دبلوماسي مخضرم في مرمى الاستهداف؟

عباس عراقجي ليس مجرد وزير خارجية، بل هو شخصية محورية في الدبلوماسية الإيرانية. فبحسب فاطمة الصمادي، الباحثة في مركز الجزيرة للدراسات، يتمتع عراقجي بخبرة تفاوضية واسعة، حيث كان من أبرز المشاركين في إبرام الاتفاق النووي عام 2015. كما أنه يحظى بثقة كبيرة من المرشد علي خامنئي، ويعتبر من المقربين للحرس الثوري الإيراني.

  • لماذا يستهدف عراقجي؟ ترى الصمادي أن محاولة اغتيال عراقجي، إن صحت، تمثل "ضربة للدبلوماسية الإيرانية"، حيث أنه يقود الدفاع عن مصالح بلاده على طاولة المفاوضات. كما أنها قد تهدف إلى تجريد خامنئي من رجاله المقربين، سواء كانوا عسكريين أو سياسيين.

توقيت الإعلان مثير للريبة

يشير عبد القادر فايز، مدير مكتب الجزيرة في طهران، إلى أن توقيت الإعلان الإيراني لافت بشكل خاص، حيث يأتي قبل ساعات من اجتماع مقرر لعراقجي مع وزراء خارجية ألمانيا وفرنسا وبريطانيا في جنيف لمناقشة الملف النووي.

  • ما هي الرسالة من وراء هذا التوقيت؟ يرى فايز أن المصطلحات المستخدمة في الإعلان تشير إلى وجود "فريق على الأرض يتعامل مع الموساد الإسرائيلي" بهدف إخراج عراقجي من المعادلة. ويضيف أن غياب عراقجي قد يغير مسار التفاوض ويؤدي إلى استبدال محددات جديدة بالخطوط الحمراء الإيرانية بشأن المفاوضات النووية.

ردود الفعل الدولية: تشكيك أم قلق؟

لم يصدر حتى الآن رد فعل رسمي من إسرائيل على هذه الاتهامات. في المقابل، يرجح توماس واريك، المسؤول السابق في الخارجية الأميركية، تشكيك واشنطن في الرواية الإيرانية، خاصة في ظل ما يصفه بـ "تردد إيراني بعقد لقاء بين وزير الخارجية والمسؤولين الأميركيين".

  • سيناريوهات محتملة:
    • إذا كانت الرواية الإيرانية صحيحة: فإن ترامب قد يشعر بالغضب، حيث يسعى للتوصل إلى حل دبلوماسي لإنهاء التوتر. وفي هذه الحالة، قد يتحدث ترامب بنبرة حادة مع نتنياهو، مؤكدًا أن هذه العملية "لا تصب في مصلحة إسرائيل والولايات المتحدة".
    • إذا كانت الرواية الإيرانية غير دقيقة: فإن ذلك قد يزيد من التوتر بين إيران والغرب، ويؤثر سلبًا على المفاوضات النووية.

تصاعد وتيرة الهجمات المتبادلة

يأتي هذا الإعلان في ظل تصاعد وتيرة الهجمات المتبادلة بين إسرائيل وإيران. ففي منتصف الشهر الجاري، أعلنت إيران عن تعرض أحد مباني وزارة الخارجية في طهران لقصف إسرائيلي، أسفر عن إصابة عدد من المدنيين. وقبل ذلك، بدأت إسرائيل، بدعم أميركي، هجومًا واسع النطاق على إيران، استهدف مبانٍ سكنية ومنشآت نووية وقواعد صواريخ واغتيال قادة عسكريين وعلماء نوويين.

خلاصة:

يبقى من غير الواضح حتى الآن مدى صحة الرواية الإيرانية بشأن "المؤامرة الإسرائيلية" ضد وزير الخارجية عباس عراقجي. ومع ذلك، فإن هذا الإعلان يثير تساؤلات مهمة حول الدوافع والتداعيات المحتملة لهذا الإعلان، خاصة في ظل التوترات الإقليمية المتصاعدة والمفاوضات النووية الجارية. هل يهدف هذا الإعلان إلى التأثير على مسار المفاوضات؟ أم أنه يعكس صراعًا داخليًا على النفوذ في إيران؟ الأيام القادمة ستكشف المزيد.

المصدر: موقع الجزيرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *