هل يهدد الصراع الإسرائيلي الإيراني تحالفات ترامب؟ خلافات حادة تهز أركان “أمريكا أولاً”

هل يهدد الصراع الإسرائيلي الإيراني تحالفات ترامب؟ خلافات حادة تهز أركان “أمريكا أولاً”

في خضم التوترات المتصاعدة بين إسرائيل وإيران، يواجه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب تحدياً غير مسبوق: خلافات حادة مع بعض من أبرز حلفائه اليمينيين، ممن يعتبرون من رموز حركة "أمريكا أولاً" (MAGA) وأكثرهم نفوذاً. هذه الخلافات، التي تتمحور حول الموقف الأمريكي من الصراع المحتمل، قد تلقي بظلالها على مستقبل التحالفات السياسية في الولايات المتحدة.

"دعهم يخوضون حروبهم الخاصة": شرخ في جدار "أمريكا أولاً"

يبدو أن مبدأ "أمريكا أولاً"، الذي لطالما رفعه ترامب شعاراً، يثير خلافات جوهرية حول كيفية تطبيقه على أرض الواقع. ففي حين يرى ترامب أن منع إيران من امتلاك سلاح نووي يصب في مصلحة الأمن القومي الأمريكي، يرى حلفاؤه المنشقون أن التدخل العسكري في الصراع الإسرائيلي الإيراني يمثل خروجاً عن هذا المبدأ، ويؤكدون على ضرورة ترك الدول تخوض حروبها الخاصة.

رداً على هذه الانتقادات، دافع ترامب عن موقفه، قائلاً: "بالنظر إلى أنني الشخص الذي طور (أميركا أولاً) وبالنظر إلى أن المصطلح لم يتم استخدامه حتى جئت، أعتقد أنني الشخص الذي يقرر ذلك". وأضاف: "لا يمكنك الحصول على سلام إذا امتلكت إيران سلاحا نوويا".

أبرز المنشقين: كارلسون، بانون، وغرين

  • تاكر كارلسون: الإعلامي المحافظ المعروف بقربه من ترامب، فاجأ الكثيرين بانتقاده اللاذع للرئيس، متهماً إياه بالرغبة في الانخراط في الحرب الإسرائيلية ضد إيران. وحذر كارلسون من أن هذه الحرب ستؤدي إلى سقوط "الآلاف" من الأمريكيين في الشرق الأوسط، وستكون "خيانة عميقة" لقاعدة ترامب و"تنهي رئاسته" فعلياً. كما اتهم ترامب بـ"التواطؤ في أعمال الحرب" عبر "التمويل وإرسال الأسلحة إلى إسرائيل".

  • ستيف بانون: المستشار السابق لترامب، والذي لعب دوراً محورياً في حملته الانتخابية عام 2016، أعرب عن دعمه الكامل لإسرائيل كدولة ذات سيادة، لكنه حذر من أن "اتخاذ خطوات أحادية الجانب على افتراض أن أمريكا ستخوض معاركهم، عندها يصبح الأمر خطيراً". وشدد بانون على ضرورة اتخاذ قرارات تضع أمريكا أولاً.

  • مارجوري تايلور غرين: النائبة الجمهورية عن ولاية جورجيا، والتي تعتبر من أشد المؤيدين لحركة "أمريكا أولاً"، انتقدت بشدة من وصفتهم بـ"الجمهوريين المزيفين" الذين يدعون إلى تدخل واشنطن في حرب أخرى لتغيير نظام الشرق الأوسط. وغردت غرين قائلة إن "أي شخص يتأرجح من أجل أن تشارك أميركا بشكل كامل في الحرب الإسرائيلية الإيرانية ليس من تيار (أمريكا أولاً)". وأضافت: "لقد سئمنا وتعبنا من الحروب الخارجية، ماغا تريد السلام العالمي لجميع الناس".

ما وراء الخلاف: قضايا داخلية ومخاوف استراتيجية

يرى بعض المحللين أن الخلافات حول الصراع الإسرائيلي الإيراني تعكس أيضاً اختلافات أعمق حول الأولويات الاستراتيجية للولايات المتحدة. فبينما يركز ترامب على مواجهة التهديدات الخارجية، يرى حلفاؤه المنشقون أن الأولوية يجب أن تكون لمعالجة القضايا الداخلية، مثل الهجرة وأزمة المخدرات.

كما يخشى هؤلاء الحلفاء من أن التدخل العسكري في الصراع الإسرائيلي الإيراني سيجر الولايات المتحدة إلى حرب جديدة في الشرق الأوسط، مما سيؤدي إلى خسائر بشرية ومادية فادحة، وسيقوض الجهود المبذولة لتحقيق السلام والازدهار في الداخل.

مستقبل التحالفات السياسية: هل يشهد تيار "أمريكا أولاً" انقسامات؟

تبقى التساؤلات مطروحة حول مستقبل التحالفات السياسية في الولايات المتحدة في ظل هذه الخلافات المتصاعدة. فهل ستؤدي هذه الخلافات إلى انقسامات عميقة داخل تيار "أمريكا أولاً"، أم أن هذه التحالفات ستصمد في وجه التحديات؟ الإجابة على هذا السؤال ستحدد إلى حد كبير مسار السياسة الأمريكية في السنوات القادمة.

بالإضافة إلى الشخصيات الثلاثة المذكورة، انضم إلى قائمة المنتقدين شخصيات أخرى مثل النائب توماس ماسي والنائب السابق مات جايتز وكبير مستشاري البنتاغون السابق دان كالدويل، مما يشير إلى أن دائرة المعارضين لتدخل عسكري أمريكي في هذا الصراع آخذة في الاتساع.

المصدر: موقع الجزيرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *