نافذة جديدة على الشمس: تفاصيل غير مسبوقة تكشف ديناميكيات سطح الكوكب الناري
التقط علماء الفلك أدق صورة لسطح الشمس على الإطلاق، مما يفتح آفاقًا جديدة لفهم ديناميكيات هذا النجم الهائل. الدراسة، التي نشرت في دورية "ذا أستروفيزيكال جورنال"، تقدم تفاصيل مذهلة عن "الحبيبات الشمسية" وتكشف عن ظواهر مغناطيسية لم يسبق لها مثيل.
ما هي الحبيبات الشمسية؟
تخيل وعاءً من الماء يغلي. سترى أن الماء يتحرك باستمرار، حيث يصعد الماء الساخن من الأسفل ويهبط الماء البارد من الأعلى. يحدث الشيء نفسه على سطح الشمس، ولكن بدلاً من الماء، لدينا البلازما – وهي حالة المادة التي تتكون من جسيمات مشحونة للغاية.
- الحبيبات الشمسية: هي عبارة عن خلايا حمل حراري ضخمة من البلازما الساخنة التي ترتفع إلى سطح الشمس، تبرد، ثم تغوص مرة أخرى إلى الداخل. هذه الحركة المستمرة تخلق نمطًا يشبه الفسيفساء على سطح الشمس.
اكتشاف خطوط مغناطيسية فائقة الدقة
الجديد في هذه الصورة هو رصد خطوط دقيقة جدًا، ساطعة وداكنة، على الغلاف الضوئي للشمس. هذه الخطوط تقدم رؤية غير مسبوقة لكيفية تشكيل المجالات المغناطيسية على نطاقات صغيرة جدًا، تصل إلى 20 كيلومترًا فقط.
- الخطوط المغناطيسية: تم رصد هذه الخطوط باستخدام مرصد دانيال ك. إينوي الشمسي، وهي تتموج عبر جدران الحبيبات الشمسية بطريقة تشبه حركة الستائر في مهب الريح.
الستائر المغناطيسية: نافذة على التعقيد المغناطيسي للشمس
تكشف هذه النتائج عن طبقة جديدة من التعقيد في البنية المغناطيسية للشمس. تنشأ هذه الخطوط من صفائح مغناطيسية رقيقة موجودة في البلازما الشمسية. يتغير سطوع الضوء (يصبح فاتحًا أو داكنًا) حين يمر عبر هذه "الستائر المغناطيسية" اعتمادًا على شدة المجال المغناطيسي.
- المجال المغناطيسي الضعيف: يظهر كخطوط داكنة.
- المجال المغناطيسي القوي: يظهر كخطوط ساطعة.
مرصد دانيال ك. إينوي: عين جديدة على الشمس
يقع مرصد دانيال ك. إينوي في مرصد هايلِاكاﻻ بجزيرة ماوي في هاواي، وهو أكبر مرصد شمسي على الأرض، حيث يبلغ ارتفاعه حوالي 3080 مترًا وقطر مرآته الرئيسية 4.24 أمتار. بدأ المرصد مراحله العلمية الأولى في عام 2022، وهو مجهز بتقنيات متطورة تسمح برؤية تفاصيل دقيقة على سطح الشمس تصل إلى نحو 20-50 كيلومترًا.
التقنيات المتطورة المستخدمة في المرصد
- التكيّف البصري: تقنية تستخدم لتصحيح تأثير الغلاف الجوي على الصور.
- نظام تصوير متقدم: يتكون من 3 كاميرات متزامنة تلتقط مئات الصور خلال ثوانٍ بأطوال موجية مختلفة، مما يتيح رؤية ثلاثية الأبعاد لهياكل الشمس.
- مرشح الطول الموجي القابل للتعديل: جهاز دقيق تم تطويره في ألمانيا، وهو قلب النظام البصري للمرصد، ويساعد العلماء على قياس خصائص البلازما الشمسية بدقة فائقة.
مستقبل أبحاث الشمس
هذه الصورة المذهلة هي مجرد بداية. من خلال مرصد دانيال ك. إينوي والتقنيات المتطورة الأخرى، سيتمكن العلماء من فهم ديناميكيات الشمس بشكل أفضل، مما سيساعدنا على التنبؤ بالطقس الفضائي وحماية كوكبنا من العواصف الشمسية المدمرة.
اترك تعليقاً