أطفال غزة: قصص صمود وإصرار في وجه الحرب والنزوح

أطفال غزة: قصص صمود وإصرار في وجه الحرب والنزوح

أطفال غزة: قصص صمود وإصرار في وجه الحرب والنزوح

في قطاع غزة المحاصر، تتجاوز مأساة الأطفال مجرد الإصابات والوفيات الناجمة عن الصراع المستمر. فإلى جانب النزوح وفقدان الأمان، يجد هؤلاء الصغار أنفسهم في مواجهة مسؤوليات تفوق أعمارهم، متجاوزين طفولتهم في سبيل البقاء.

من مقاعد الدراسة إلى شوارع التجارة: تحولات قاسية

بعد أن تحولت مدارسهم إلى ملاجئ للنازحين أو ركامًا بفعل القصف، اضطر العديد من أطفال غزة إلى الانخراط في سوق العمل، ليصبحوا "تجارًا صغارًا" يجوبون الشوارع بحثًا عن لقمة العيش. يعرضون بضائع بسيطة، متشبثين بالأمل في توفير القليل من المال لإعالة أسرهم.

رحلة البحث عن الماء والحطب: أعباء تثقل كاهل الطفولة

لا يقتصر دور الأطفال على التجارة، بل يمتد ليشمل تأمين الاحتياجات الأساسية للأسرة، وعلى رأسها الماء والحطب. يقفون في طوابير طويلة لساعات، حاملين الجالونات الثقيلة لمسافات بعيدة، باحثين عن الماء النظيف للشرب والماء المالح للاستخدامات الأخرى. مهمة شاقة تتطلب صبرًا وقوة، ليتمكنوا من توفير ما يسد رمق عائلاتهم.

قصص من قلب المعاناة: نماذج للصمود

  • فايق أبو عاصي (15 عامًا): يبدأ يومه قبل الفجر، يجلب الماء ثم يبيع بضاعته على بسطة في شارع عمر المختار. يقول فايق: "نعاني بشدة من الحرب وما فعلته بنا. هذا العمل مرهق جدا، لكنه ضروري حتى نستطيع أن نعيش في هذه الحرب ونحصل على أكلنا وشربنا".

  • محمد قاسم (9 سنوات): نزح من بيت حانون ويجلس على حجر قرب ساحة السرايا، يبيع عبوات صغيرة من الشامبو والفلفل. "حياتنا صعبة، كنا قبل الحرب نذهب إلى المدارس، الآن فقط نعمل طوال النهار، إذا لم نعمل لا نستطيع أن نعيش وأن نوفر الأكل والشرب".

  • عبد الله عمارة (15 عامًا): يجلس على الرصيف في شارع عمر المختار، يعرض عبوات الكلور. "أبيع الكلور حتى أحصل على لقمة العيش لي ولأسرتي، وكي أصرف على البيت مع أبي".

  • محمد منيّة (15 عامًا): يبيع الماء المثلج في شارع عمر المختار، بعد أن قصف الاحتلال منزله. "مستواي التعليمي ضعف جدا، وإذا استمر هذا الوضع فسوف أنسى القراءة والكتابة".

  • دنيا معروف (12 عامًا): تبيع الأطعمة المنزلية أمام خيمتها على رصيف شارع الوحدة. "أنا هنا طول النهار من أجل رزقتنا ورزقة إخوتي. نتمنى أن تنتهي الحرب قريبا حتى نعود لمنزلنا ولمدارسنا".

تداعيات الحرب على التعليم والمستقبل

أثرت الحرب بشكل كبير على تعليم الأطفال، حيث حرموا من الذهاب إلى المدارس وتعطّلت العملية التعليمية. صعوبة الوصول إلى الإنترنت والتكلفة العالية حالت دون استفادتهم من المنصات التعليمية عبر الإنترنت. يخشى هؤلاء الأطفال من أن يستمر هذا الوضع، مما سيؤدي إلى نسيانهم للقراءة والكتابة وتلاشي فرصهم في مستقبل أفضل.

أمل في نهاية المعاناة: دعوة إلى العمل

على الرغم من الظروف القاسية، يتشبث أطفال غزة بالأمل في نهاية قريبة لهذه المعاناة، والعودة إلى مدارسهم ومنازلهم وحياة طبيعية. قصصهم هي شهادة على صمودهم وإصرارهم، ودعوة إلى المجتمع الدولي للتحرك العاجل لإنهاء هذا الصراع وتوفير الحماية والدعم لهؤلاء الأطفال الذين يستحقون مستقبلًا أفضل.

المصدر: موقع الجزيرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *