#
مقدمة:
الحمد لله الذي وسعت رحمته كل شيء، ومن عظيم فضله وكرمه أن جعل لعباده أعمالًا يسيرة تعدل أجر الحج والعمرة لمن لم يتمكن من أدائهما، سواءً لظروف مادية، أو صحية، أو غيرها. فالله سبحانه وتعالى يعلم شوق القلوب لزيارة بيته الحرام، ويجزل العطاء لمن سعى إليه بنية صادقة وعمل صالح. في هذا المقال، نستعرض بعض هذه الأعمال المباركة التي تفتح لنا أبواب الأجر والثواب، وتُقربنا من الله تعالى.
أعمال تعادل أجر الحج والعمرة:
1. الذهاب إلى الصلاة المكتوبة متطهرًا:
- الدليل: عن أبي أمامة رضي الله عنه، أن رسول الله ﷺ قال: «مَن خرجَ من بيتِه متطهِّرًا إلى صلاة مكتوبةٍ؛ فأجْرهُ كأجرِ الحاجِّ المُحْرِم، ومَن خرج إلى تَسَبيح الضحى لا يُنْصِبه إلا إياه؛ فأجرُه كأجر المُعْتَمِرِ، وصلاةٌ على أَثَرِ صلاةٍ، لا لَغْوَ بينهما كتابٌ في عِلِّيين». (رواه أبو داود وحسنه الألباني)
- الشرح: هذا الحديث يبين فضل الخروج من المنزل بنية خالصة لأداء الصلاة في المسجد، مع الحرص على الطهارة، حيث يعادل هذا العمل أجر الحاج المحرم. فكم من الأجر العظيم ينتظرنا في كل خطوة نخطوها إلى بيت الله!
2. الجلوس في المسجد للذكر بعد صلاة الفجر حتى طلوع الشمس:
- الدليل: قال ﷺ: «مَن صلى الغَدَاةَ في جماعةٍ، ثمّ قعَدَ يذكرُ اللهَ حتَّى تطلعَ الشّمسُ، ثمّ صلّي، ركعتينِ؛ كانت له كأَجرِ حَجّةٍ وعُمرةٍ، تامّةٍ تامّةٍ تامّةٍ». (رواه الترمذي وحسنه الألباني).
- الشرح: بعد أداء صلاة الفجر في جماعة، اجعل وقتك ذكرًا وتسبيحًا وتلاوة للقرآن حتى تشرق الشمس، ثم صل ركعتين. هذا العمل اليسير يحمل في طياته أجرًا عظيمًا يعادل أجر حجة وعمرة كاملتين.
3. العمرة في رمضان:
- الدليل: في الصحيحين قال ﷺ: «عمرةٌ في رمضانَ تعدل حجةً».
- الشرح: شهر رمضان شهر الخير والبركة، وفيه تتضاعف الأجور. فإذا أعتمر المسلم في رمضان، كان له أجر حجة كاملة.
4. التسبيح والتحميد والتكبير بعد كل صلاة:
- الدليل: في الصحيحين: قال ﷺ: (جاء الفقراء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقالوا: ذهب أهل الدثور – الدثور: جمع دثر؛ وهو المال الكثير – من الأموال بالدرجات العلا، والنعيم المقيم؛ يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ولهم فضل من أموال يحجون بها ويعتمرون، ويجاهدون ويتصدقون، قال: «ألا أحدثكم بأمر إن أخذتم به أدركتم من سبقكم، ولم يدرككم أحد بعدكم، وكنتم خيرَ من أنتم بين ظَهْرَانيه، إلا من عمل مثله: تسبحون وتحمدون وتكبرون خلف كل صلاة ثلاثًا وثلاثين» ، قال أبو صالح: فرجع فقراء المهاجرين إلى رسول الله، فقالوا: سمِع إخواننا أهل الأموال بما فعلنا ففعلوا مثله، فقال رسول الله: «ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء»).
- الشرح: حتى الفقراء لم يغب عنهم فضل الله، فجعل لهم التسبيح والتحميد والتكبير بعد كل صلاة بديلًا عن إنفاق الأغنياء، وهذا يدل على عظيم فضل الله ورحمته.
5. الذهاب إلى المسجد لتعلم الخير أو تعليمه:
- الدليل: عن أبي أُمامةَ عن النبي ﷺ قال: «من غدا إلى المسجدِ لا يريد إلاّ أنْ يتعلم خيرًا أو يُعلِّمه، كان له كأجرِ حاجٍّ، تامًّا حجَّتُهُ». (رواه الطبراني وصححه الألباني).
- الشرح: السعي لطلب العلم الشرعي وتعليمه للآخرين من أعظم القربات إلى الله، ويعدل أجر الحاج الذي أتم حجه. فكم من الخير ينتظرنا في حلقات العلم والذكر!
خاتمة:
نسأل الله تعالى أن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل، وأن يوفقنا للاقتداء بسنة النبي ﷺ، وأن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه. فلنحرص على هذه الأعمال اليسيرة ذات الأجر العظيم، ولنجعلها جزءًا من حياتنا اليومية، حتى ننال رضا الله ومحبته، ونفوز بالجنة. آمين.
اترك تعليقاً