أهم مظاهر محبة القرآن الكريم: دليل شامل للمسلم

أهم مظاهر محبة القرآن الكريم: دليل شامل للمسلم

أهم مظاهر محبة القرآن الكريم: دليل شامل للمسلم

يُعدّ القرآن الكريم كلام الله المنزل، وهو جوهر الدين الإسلامي وهدىً للبشرية جمعاء. ولمحبة القرآن الكريم مظاهر متعددة، تتجلى في العقيدة والسلوك والعمل، وسنستعرض في هذا المقال أهم هذه المظاهر بشكل مفصل:

أركان الإيمان بالقرآن الكريم:

تتمثل أبرز مظاهر محبة القرآن في الإيمان الراسخ بكونه كلام الله تعالى، بكل حروفه ومعانيه، منزلاً غير مخلوق، متكلمًا به سبحانه وتعالى على الحقيقة بحرف وصوت، سمعه جبريل عليه السلام، ونزل به على النبي محمد ﷺ خاتم الأنبياء والمرسلين. وهذا الإيمان يشمل كذلك:

  • خاتم الكتب: الاعتقاد بأن القرآن الكريم هو خاتم الكتب السماوية وأفضلها، مهيمن على ما سبقه من كتب، ناسخ لما فيها من أحكام منسوخة. لا يجوز لأي أحد التعبّد لله بغير ما جاء فيه من شريعة.
  • الحفظ الإلهي: الإيمان بأن القرآن محفوظ من أي تغيير أو تبديل أو زيادة أو نقصان، محفوظ في الصدور، مدوّن سليمًا في المصاحف.

ممارسات تعبر عن محبة القرآن:

لا تقتصر محبة القرآن على الإيمان به وحده، بل تتجلى أيضًا في الممارسات العملية، ومنها:

  • التلاوة والاستماع والتدبر: تعظيم القرآن الكريم وإجلاله، الإكثار من تلاوته على الوجه الصحيح، الاستماع إليه بتدبر، والحرص على تعلمه وتعليمه للآخرين.
  • التمسك بالشريعة: الالتزام بأوامر القرآن الكريم واجتناب نواهيه، والعمل بما جاء فيه من أحكام، والتخلق بأخلاقه الكريمة.
  • الدعوة إلى الله: الدعوة إلى الله تعالى وفق منهج القرآن الكريم، وإبلاغ رسالته إلى الناس كافة، باعتبار أن دعوة القرآن وشرعته ومنهاجه شاملة لجميع المكلفين، كما جاء في قوله تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ [الذاريات: 56]. وإنذار الناس من عذاب الله إن لم يخلصوا له العبادة، كما في قوله تعالى: ﴿لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا﴾ [الفرقان: 1] و﴿لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ﴾ [الأنعام: 19]. وتفسير هذه الآيات يدل على شمولية رسالة القرآن ووجوب تبليغها للجميع.

التحاكم إلى القرآن الكريم:

يُعتبر التحاكم إلى أحكام القرآن الكريم في جميع شؤون الحياة من أهم مظاهر محبته، كما جاء في قوله تعالى: ﴿فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ﴾ [النساء: 59]، وقوله تعالى: ﴿فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ﴾ [النساء: 65].

القرآن الكريم شفاء للقلوب والأبدان:

يُعدّ القرآن الكريم شفاءً للقلوب والأبدان، دواءً لأمراض القلوب وعلل الأبدان، معالجًا للشبهات ومهذبًا للشهوات. وقد ورد هذا المعنى في عدة آيات كريمة، منها:

  • ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾ [يونس: 57]
  • ﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾ [الإسراء: 82]
  • ﴿قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ﴾ [فصلت: 44]

وتفسير هذه الآيات يُبين أن القرآن شفاءٌ من أمراض القلوب كالشك والجهل والشهوات، كما أنه شفاءٌ لأمراض الأبدان.

تقديم سماع القرآن على غيره:

يُفضّل سماع القرآن الكريم على سماع غيره من الأصوات، وذلك لما فيه من هداية ورحمة وتأثير إيجابي على النفس. وقد حذر العلماء من الإفراط في سماع ما قد يُلهي عن القرآن الكريم، وذلك لما قد يُحدثه من نفور عن سماع القرآن وفهمه.

ختامًا، إن محبة القرآن الكريم ليست مجرد شعور عاطفي، بل هي إيمان عميق وسلوك متكامل، يُترجم في جميع جوانب حياة المسلم.

المصدر: شبكة الألوكة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *