إسرائيل وإيران: هل تكرر تل أبيب خطأ العراق وتجر المنطقة إلى حرب جديدة؟

إسرائيل وإيران: هل تكرر تل أبيب خطأ العراق وتجر المنطقة إلى حرب جديدة؟

إسرائيل وإيران: مقامرة نتنياهو الخطيرة تهدد استقرار الشرق الأوسط

قرار إسرائيل الأخير بشن ضربات ضد أهداف إيرانية يثير قلقًا بالغًا، ويُنذر بتصعيد خطير قد يدفع المنطقة إلى أتون حرب جديدة. ففي حين يرى البعض في هذه الخطوة "استباقية" ضرورية لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي، يرى آخرون أنها تكرار للأخطاء الاستراتيجية الفادحة التي ارتكبت في العراق، وأنها ستؤدي حتمًا إلى مزيد من عدم الاستقرار والفوضى في منطقة تعاني أصلًا من صراعات متعددة.

تداعيات الهجوم الإسرائيلي:

  • تصعيد التوتر الإقليمي: الهجوم الإسرائيلي يزيد من حدة التوتر بين البلدين ويهدد بتوسع الصراع ليشمل دولًا أخرى في المنطقة.
  • تعطيل الدبلوماسية: يقوض الهجوم الجهود الدبلوماسية الرامية إلى التوصل إلى اتفاق نووي جديد مع إيران، ويعقد العلاقات بين واشنطن وطهران.
  • ارتفاع أسعار النفط: يؤدي التصعيد إلى ارتفاع أسعار النفط العالمية، مما يؤثر سلبًا على الاقتصاد العالمي.
  • تقويض مصالح الولايات المتحدة: يضر الهجوم بمصالح الولايات المتحدة في المنطقة، ويعقد علاقاتها مع دول الخليج.

هل تنجح إسرائيل في تحقيق أهدافها؟

يدعي نتنياهو أن الهجمات تستهدف تدمير القدرات النووية الإيرانية، لكن الواقع يشير إلى أن هذا الهدف بعيد المنال. فالمواقع النووية الإيرانية محصنة جيدًا، ولا تملك إسرائيل القدرة على تدميرها بشكل كامل. بالإضافة إلى ذلك، فإن الهجوم قد يدفع إيران إلى تسريع برنامجها النووي، بدلًا من وقفه.

عقبات تواجه إسرائيل:

  • عدم القدرة على تدمير المنشآت النووية الإيرانية بشكل كامل: المنشآت النووية الإيرانية محصنة بعمق، وتحتاج إلى أسلحة متطورة لا تملكها إسرائيل لتدميرها.
  • احتمال رد فعل إيراني قوي: قد ترد إيران على الهجوم الإسرائيلي بضربات مماثلة، مما يؤدي إلى تصعيد خطير في الصراع.
  • عدم وجود دعم دولي واسع النطاق: لا تحظى إسرائيل بدعم دولي واسع النطاق لعمليتها، وقد تتعرض لانتقادات شديدة من المجتمع الدولي.
  • صعوبة إسقاط النظام الإيراني: حتى لو نجحت إسرائيل في زعزعة استقرار النظام الإيراني، فإنه من غير المرجح أن تتمكن من إسقاطه أو استبداله بنظام أكثر مرونة.

دروس من الماضي: العراق مثالًا

يذكرنا الهجوم الإسرائيلي بالغزو الأميركي للعراق عام 2003، والذي أدى إلى فوضى عارمة وتصاعد التطرف في المنطقة. فإسقاط نظام صدام حسين لم يؤد إلى استقرار العراق، بل إلى انهيار الدولة وظهور تنظيمات إرهابية مثل داعش. يجب على إسرائيل أن تتعلم من هذا الدرس، وأن تدرك أن تغيير الأنظمة بالقوة ليس الحل، وأنه غالبًا ما يؤدي إلى نتائج عكسية.

مقامرة خطيرة: جر الولايات المتحدة إلى الصراع

يبدو أن إسرائيل تعتمد على جر الولايات المتحدة إلى الصراع مع إيران، لكن هذه مقامرة خطيرة. ففي حين أن إدارة ترامب قد تكون أكثر ميلًا لدعم إسرائيل، إلا أن هناك معارضة قوية للتدخلات العسكرية في الشرق الأوسط داخل الإدارة الأميركية. بالإضافة إلى ذلك، فإن أي تدخل أميركي في الصراع قد يؤدي إلى ردود فعل انتقامية ضد المصالح الأميركية في المنطقة.

نحو كارثة استراتيجية؟

قد تحقق هجمات إسرائيل مكاسب تكتيكية قصيرة المدى، مثل تأخير البرنامج النووي الإيراني أو تعطيل المفاوضات مع واشنطن، لكنها تنطوي على مخاطر استراتيجية كبيرة. فالتصعيد المستمر قد يدفع المنطقة إلى حرب شاملة، ويؤدي إلى مزيد من عدم الاستقرار والفوضى. يجب على إسرائيل أن تتوقف عن هذه المقامرة الخطيرة، وأن تسعى إلى حل دبلوماسي للأزمة مع إيران.

المصدر: موقع الجزيرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *