تصعيد متدرج ومكاسب تراكمية: تحليل عسكري للحرب الإسرائيلية الإيرانية
تشهد المنطقة تصعيدًا متزايدًا في حدة الصراع بين إسرائيل وإيران، يتخذ منحى تصاعديًا متدرجًا. يسعى كل طرف من خلاله إلى تحقيق مكاسب تراكمية تخدم أهدافه الاستراتيجية، وفقًا للتحليل العسكري الذي قدمه اللواء فايز الدويري. فما هي أهداف كل طرف؟ وكيف تتطور هذه الحرب؟
الأهداف الإسرائيلية: تدمير البنية التحتية النووية الإيرانية
تركز إسرائيل في استراتيجيتها على تدمير البنية التحتية النووية الإيرانية بشكل كامل. لا يقتصر هذا الاستهداف على المنشآت المستخدمة في تخصيب اليورانيوم، بل يشمل أيضًا تلك المستخدمة في البحث العلمي.
- الاستهداف المكثف: قامت المقاتلات الإسرائيلية بتنفيذ غارات جوية استهدفت منشآت نووية في نطنز وبوشهر وأصفهان وطهران، بالإضافة إلى قصف مفاعل آراك.
- محو القدرات النووية: يعكس هذا السلوك رغبة إسرائيلية واضحة في القضاء على أي قدرات نووية إيرانية، بما في ذلك تلك المستخدمة في الأبحاث العلمية.
- العملية البرية المحتملة: في سبيل تحقيق هدفها، قد تفكر إسرائيل في تنفيذ عملية برية لتدمير منشأة "فوردو" المحصنة.
- التفرد بالردع: تسعى إسرائيل إلى التفرد بقوة الردع في المنطقة، وإملاء شروطها على إيران، مع الحرص على إبقائها منهكة وليست مفككة.
الاستراتيجية الإيرانية: الحفاظ على الردع المتوازن
في المقابل، تسعى إيران من خلال تصعيدها المتدرج إلى الحفاظ على الردع المتوازن الذي يمنع إسرائيل من فرض شروطها.
- الرد بالمثل: تعتمد الاستراتيجية الإيرانية على مبدأ "العين بالعين"، أي الرد على أي ضربة إسرائيلية بضربة مماثلة.
- ضربات موجعة: رغم تفوق إسرائيل جويًا وتقنيًا، إلا أن إيران قادرة على إلحاق أضرار كبيرة بها، كما تجلى في الهجمات الأخيرة التي استهدفت منشآت مهمة في قلب إسرائيل، بما في ذلك قيادة الاستخبارات العسكرية والبورصة ومستشفى سوروكو.
- الصبر الاستراتيجي: تمتلك إيران ميزة المساحة الشاسعة والكثافة السكانية الكبيرة، مما يمنحها قدرة أكبر على الصمود في وجه الضغوط.
عوامل مؤثرة ومستقبل الصراع
تتوقف قدرة إيران على إيلام إسرائيل على عدة عوامل، أبرزها:
- التورط الأميركي: يمثل مدى انخراط الولايات المتحدة في الصراع عاملًا حاسمًا. ففي حين تقتصر المشاركة الأميركية حاليًا على الجانب الدفاعي، فإن انخراطها في الجانب الهجومي قد يدفع إيران إلى اتخاذ إجراءات تصعيدية مثل زرع ألغام في مضيقي هرمز وباب المندب، مما قد يؤدي إلى توقف إمدادات النفط العالمية.
- الخيارات الإيرانية: تمتلك إيران خيارات أخرى للرد، مثل ضرب القواعد والمواقع العسكرية الأميركية في المنطقة وخارجها.
خلاصة
الحرب الإسرائيلية الإيرانية تتخذ مسارًا تصعيديًا متدرجًا، يسعى كل طرف من خلاله إلى تحقيق مكاسب تراكمية تخدم أهدافه الاستراتيجية. يبقى السؤال: إلى أي مدى سيصل هذا التصعيد؟ وما هي العوامل التي ستحدد مسار هذا الصراع؟
اترك تعليقاً