اتفاق حزب الله مع إسرائيل: خطوة خيانة لإخواننا في غزة وخذلان لقضية الأمة الإسلامية

اتفاق حزب الله مع إسرائيل: خطوة خيانة لإخواننا في غزة وخذلان لقضية الأمة الإسلامية

في حدث صادم ومثير للجدل، أعلن اليوم عن اتفاق حزب الله مع إسرائيل على وقف إطلاق النار في لبنان، متجاهلين تمامًا المجازر التي تتعرض لها غزة وأهلها، حيث تُباد الأرض ويُقتل الأبرياء دون رحمة. هذه الخطوة ليست إلا خيانة واضحة لدماء الشهداء وقضية الأمة الإسلامية الأولى: تحرير فلسطين من دنس الاحتلال الصهيوني.

حزب الله أم حزب الشيطان؟

منذ سنوات، يتخذ حزب الله شعار المقاومة والتحرير غطاءً لأفعاله التي تخدم أجندات طائفية بعيدة كل البعد عن مصلحة الأمة الإسلامية. واليوم، جاء هذا الاتفاق ليكشف القناع، مؤكدًا أن الحزب لا يمثل مقاومة حقيقية، بل يعمل على تحقيق مصالحه الذاتية، حتى لو كان ذلك على حساب دماء أطفال غزة وكرامة المسلمين.

كيف يمكن أن يكون هذا الحزب مقاومًا، وهو يُبرم الاتفاقيات مع الكيان الصهيوني؟ وكيف يرفع شعار تحرير القدس، وهو يغض الطرف عن معاناة أهلها؟ هذه الخطوة تثبت بما لا يدع مجالًا للشك أن تحرير فلسطين لن يأتي على يد الشيعة أبدًا، بل سيكون على يد مجاهدين من أهل السنة والجماعة، الذين يبذلون دماءهم وأرواحهم من أجل نصرة الإسلام والمسلمين.

غزة تُباد والعالم صامت

بينما يجري الحديث عن الاتفاقيات ووقف النار في لبنان، تستمر آلة الحرب الصهيونية في قصف غزة بلا هوادة. يُقتل الأطفال، وتُهدم المنازل، ويُحاصر أهلها في مشهد يُدمي القلوب. أين الضمير الإسلامي؟ أين الغيرة على دماء إخواننا وأخواتنا في غزة؟

إن هذه الأحداث تذكّرنا بأن القضية الفلسطينية ليست مجرد صراع حدود، بل هي معركة عقيدة. تحريرها لن يتحقق بالاتفاقيات الهزيلة ولا بالخيانة، بل بالثبات على الحق، والجهاد في سبيل الله، ووحدة المسلمين تحت راية واحدة، بعيدة عن الطائفية والانقسامات.

تحرير فلسطين: وعد من الله

إن النصر الذي وعد الله به المؤمنين لن يكون إلا للمخلصين الصادقين، الذين يحملون همّ الأمة في قلوبهم، ويعملون بصدق لتحرير الأرض والعرض. قال تعالى:

“وَإِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ” (محمد: 7).

ولا شك أن التاريخ قد أثبت مرارًا وتكرارًا أن تحرير فلسطين ونصرة المسلمين لم يأتِ يومًا على يد الخائنين أو المتخاذلين، بل كان دومًا على يد رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، من أهل السنة والجماعة، الذين حملوا راية الإسلام بشرف وأمانة.

حزب الشيطان ومصالحه السياسية: القتال لغير وجه الله

منذ نشأته، لم يكن حزب الله يومًا نموذجًا للمجاهدين الصادقين الذين يقاتلون لتكون كلمة الله هي العليا. بل إن أفعاله تكشف بوضوح أنه يقاتل لتحقيق مصالح سياسية وطائفية تخدم أجندات خارجية، لا علاقة لها بنصرة الإسلام أو قضايا الأمة.

هذا الاتفاق الأخير مع الكيان الصهيوني خير شاهد على ذلك؛ فقد أوقف الحزب الحرب دون تحقيق أي مكاسب حقيقية للأمة الإسلامية، تاركًا غزة وحدها في مواجهة آلة الحرب الصهيونية. هذا الحزب، الذي طالما صدّع رؤوسنا بشعارات المقاومة، كان يزعم أنه لن يضع سلاحه إلا إذا انسحب الاحتلال من غزة بالكامل. ولكن الحقيقة انكشفت؛ الحديث كان للاستهلاك الإعلامي فقط، بينما القرارات الحقيقية تُتخذ بناءً على مصالح سياسية لا تخدم إلا المشروع الطائفي الذي يتبناه.

في الوقت الذي تمتلئ فيه شوارع غزة بالدماء والركام، يأتي هذا الاتفاق ليظهر أن مقاومة حزب الله ليست إلا أداة ضغط لتحقيق مكاسب إقليمية، متجاهلًا تمامًا معاناة أهل غزة. أين الشعارات التي زعموا أنهم يقاتلون من أجلها؟ وأين العهود التي قطعوها على أنفسهم؟

الحقيقة التي لا يمكن إنكارها هي أن القتال الذي لا يكون لإعلاء كلمة الله هو قتال عقيم، لا يجلب النصر ولا يرفع الظلم. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

“من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله” (رواه البخاري).

أما من يقاتل لأهداف دنيوية أو مصالح طائفية، فإن نهايته ستكون الخذلان، كما نراه اليوم في تخليهم عن غزة وتجاهلهم للمسجد الأقصى، الذي لطالما زعموا أنهم في طريقهم لتحريره.

التخاذل عن نصرة الحق: نبوءة رسول الله والنصر المحتوم لرجال الله

ما نشهده اليوم من تخاذل وخيانة عن نصرة المظلومين، وترك غزة تقاوم وحدها في وجه الاحتلال الغاشم، ليس بالأمر الجديد؛ فقد أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الأمة ستشهد في كل زمان طائفة صابرة صادقة، تقف في وجه الظلم والعدوان بثبات، دون أن تضرهم خيانة الخائنين أو تخاذل المتخاذلين.

قال صلى الله عليه وسلم:

“لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك.” (رواه مسلم).

هؤلاء هم رجال الله في غزة، الذين وقفوا سدًا منيعًا أمام الكيان الصهيوني، رغم تخاذل القريب والبعيد عن نصرتهم. هم الطائفة التي بشرنا بها النبي صلى الله عليه وسلم، الذين يدافعون عن الحق، ويرفعون راية الإسلام دون خوف أو تردد، إيمانًا منهم بأن النصر من عند الله وحده.

النصر حليف المؤمنين والكيان الهالك إلى زوال

مهما بلغ تخاذل الخائنين ومهما طال ظلم العدو، فإن النصر مكتوب للمؤمنين، والهزيمة والدمار مصير الكيان الغاصب. لقد شهد التاريخ سقوط إمبراطوريات أعظم من هذا الكيان الهش، وسيأتي اليوم الذي تزول فيه إسرائيل من خارطة العالم، لأن ذلك وعد رباني:

“وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا” (الإسراء: 8).

رجال الله في غزة يدركون أن النصر ليس بكثرة العدد أو العتاد، بل بالتوكل على الله والإخلاص له، وقد أثبتوا للعالم أجمع أن العزيمة والإيمان قادران على هزيمة أقوى الجيوش. هؤلاء المجاهدون هم الورثة الحقيقيون للنصر، وسيكونون اليد التي تضرب الباطل وتعيد الحق لأهله.

نسأل الله أن يعجل بنصرهم، ويخذل عدوهم، ويجمع الأمة الإسلامية على كلمة الحق لتكون كما أرادها الله: خير أمة أخرجت للناس.

رسالة إلى الأمة الإسلامية

أيها المسلمون، إن ما يحدث اليوم يستدعي منا وقفة جادة. يجب أن نتوحد حول قضيتنا الأولى، وأن ندرك أن تحرير فلسطين هو واجب شرعي لا يحتمل التأجيل أو الخيانة. يجب أن نقف مع إخواننا في غزة بكل ما نملك: بالدعاء، والدعم المادي، والإعلامي، والسياسي.

ولا تنسوا أن النصر من عند الله، وأنه لا يتحقق إلا إذا عدنا إلى ديننا وتمسكنا بعقيدتنا. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

“لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك” (رواه البخاري).

نسأل الله أن ينصر إخواننا في غزة، وأن يخذل كل خائن ومتآمر على قضايا المسلمين. اللهم اجعل النصر والتمكين لأهل السنة والجماعة، وارفع راية الإسلام في كل مكان، وحرر فلسطين من الاحتلال الغاشم.

وما النصر إلا من عند الله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *