غزة: هل نشهد إبادة جماعية أم مجرد عدوان عسكري؟
إن الأحداث المأساوية التي تتكشف في قطاع غزة تتجاوز بكثير مجرد العمليات العسكرية. هل نحن أمام مشروع إبادة متكامل الأركان، يهدف إلى التطهير العرقي على أسس عنصرية متجذرة؟
إن استخدام نفس الأدوات المدمرة التي استخدمت في هيروشيما وناغازاكي، وإن كانت بأيدٍ مختلفة، يشير إلى استمرار نفس النهج الاستعماري المتوحش. ففي الحالة اليابانية، كان الهدف إجبار اليابان على الاستسلام، بغض النظر عن الثمن الباهظ من الأرواح. واليوم، يبدو أن الشعب الفلسطيني يواجه مصيراً مشابهاً، في ظل صمت دولي مريب.
الخطاب الصهيوني: نزع الإنسانية وتبرير الإبادة
لقد بنى الاحتلال الصهيوني خطابه على عدة مرتكزات، أهمها تجريد الفلسطينيين من إنسانيتهم. هذا الخطاب الممنهج يهدف إلى تبرير القتل السادي والتلذذ به، بدعم من السلاح الأميركي المدمر، وتبريرات واهية يعيد إنتاجها ساسة الكيان الصهيوني.
تصريحات صادمة تكشف النوايا الحقيقية:
- يوآف غالانت (وزير الحرب الصهيوني السابق): "نحن نقاتل حيوانات بشرية ونتصرف وفقًا لذلك".
- بتسلئيل سموتريتش (وزير المالية الإسرائيلي): "لا يوجد شعب فلسطيني"، "ترك سكان قطاع غزة يموتون جوعًا يمكن أن يكون أمرًا مبررًا وأخلاقيًا"، "نحن نفكك غزة بالكامل منذ سنة ونصف، وسنتركها ركامًا".
- نسيم فتوري (نائب رئيس الكنيست): "الحل الوحيد هو إحراق كل غزة بأهلها مرة واحدة"، "هدفنا المشترك هو محو قطاع غزة من على وجه الأرض".
- عميحاي إلياهو (وزير التراث الإسرائيلي): "على الجيش إيجاد طرق مؤلمة أكثر من الموت للمواطنين في قطاع غزة"، "القيام بقتلهم (قتل أهل غزة) ليس كافيًا".
- إيتمار بن غفير (وزير الأمن القومي): "لن نسمح بدخول غرام واحد من المساعدات إلى قطاع غزة حتى يركع أهلها يتوسلون"، "غزة يجب أن تسوى بالأرض، لا يوجد شيء اسمه أبرياء".
- موشيه فيغلن (زعيم حزب زيهوت المتطرف): "كل طفل في غزة هو عدو"، "علينا احتلال غزة حتى لا يبقى فيها طفل واحد، لا يوجد نصر آخر".
هذه التصريحات ليست مجرد كلمات عابرة، بل تعكس عقيدة سياسية مترسخة في بنية الدولة الصهيونية، وتُترجم يوميًا إلى سياسات إبادة ميدانية.
الإبادة الجماعية في غزة: حقائق وأرقام
في ظل صمت دولي مشين، يتم تدمير غزة بشكل ممنهج. أكثر من 600 يوم من الإبادة أسفرت عن:
- تدمير 90% من قطاع غزة تدميرًا شاملًا.
- أكثر من 63 ألف شهيد ومفقود من المدنيين، بينهم أكثر من 18 ألف طفل.
- إبادة 2.483 عائلة فلسطينية بالكامل.
- نزوح أكثر من مليون شخص، وحرمانهم من الرعاية الصحية والتعليم.
- استهداف الإعلاميين، حيث وصل عدد الشهداء من الصحفيين إلى 226 شهيدًا.
انتهاك صارخ لاتفاقية منع الإبادة الجماعية
إن ما تمارسه دولة الاحتلال بحق المدنيين الفلسطينيين يندرج بوضوح ضمن تعريف جريمة الإبادة الجماعية الوارد في المادة 2 من اتفاقية منع الإبادة لعام 1948، والتي تشمل:
- القتل الجماعي.
- الإضرار الجسدي والنفسي.
- فرض ظروف معيشية تؤدي للفناء.
وكل هذه الأركان متحققة ميدانيًا في قطاع غزة.
غزة: رمز الصمود ومفتاح الحرية
إن ألم حصار غزة تجاوز ما جرى في لينينغراد، ومقاومة كل مشاريع إخضاعها تجاوزت معركة ستالينغراد. غزة هي رمز الصمود، والشعب الذي سينثر بذور الحرية، ويعلن نهاية المشروع الصهيوني في المنطقة.
إلى العالم: اختر الإنسانية أو كن شريكًا في الجريمة
على العالم أن يختار: إما الوقوف إلى جانب الإنسانية والعدالة، أو أن يكون شريكًا في أكبر جريمة إبادة في القرن الحادي والعشرين.
ملاحظة: الآراء الواردة في هذا المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري للمدونة.
اترك تعليقاً