الإسلام اليوم: غربة بين أهله.. الأسباب والحلول


الغربة ليست بالضرورة في المكان، بل قد تكون في الزمان، في القيم، وحتى في الدين. هذا المقال يتناول ظاهرة مؤلمة: غربة الإسلام في أوساطٍ تدَّعي الانتساب إليه، ويسبر أغوار هذه الغربة، ويكشف عن أسبابها، ويقدم رؤى للخروج منها.

غربة الإسلام: حقيقة مُرَّة

لا شك أن الإسلام اليوم يعيش غربة حقيقية في كثير من المجتمعات التي تدعي الانتماء إليه. هذه الغربة لا تعني قلة عدد المسلمين، بل تعني قلة من يمثلون الإسلام الحق تمثيلاً صادقاً في أقوالهم وأفعالهم.

مظاهر الغربة:

  • الشرك الخفي والظاهر: انتشار مظاهر الشرك في العبادات، مثل دعاء الأموات، والذبح والنذر لغير الله. هذا الشرك يناقض جوهر التوحيد الذي هو أساس الإسلام.
  • الاستهزاء بالدين وشعائره: السخرية من تعاليم الإسلام، ومن المتمسكين به، والاستهزاء بالصلاة، واللحى، والحجاب، وغيرها من شعائر الدين. هذا الاستهزاء هو كفر صريح، كما قال تعالى: {قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لاَ تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ} [التوبة: 65 – 66].
  • الإعراض عن تعلم الدين والعمل به: عدم الاهتمام بتعلم أحكام الإسلام، وعدم العمل بها، وعدم تعليمها للأبناء. هذا الإعراض يؤدي إلى الضلال والبعد عن طريق الحق.
  • التحاكم إلى القوانين الوضعية: تفضيل القوانين المخالفة للشريعة الإسلامية، والاعتقاد بأنها أفضل من هدي النبي صلى الله عليه وسلم. هذا التحاكم هو كفر بالله، كما قال تعالى: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} [المائدة: 44].
  • الكراهية لدعوة الحق: الغضب والانزعاج عند سماع آيات الله، أو عند الدعوة إلى التمسك بالدين. هذه الكراهية تدل على مرض في القلب، وبعد عن طريق الهداية.
  • ترك العمل بتعاليم الإسلام: عدم الالتزام بأوامر الله ونواهيه، والمجادلة في أحكام الدين. هذا الترك يؤدي إلى الخسران في الدنيا والآخرة.
  • كره إقامة الدين والاجتماع عليه: معارضة تطبيق الشريعة الإسلامية، وكره العاملين بها، وإيذائهم. هذا الكره هو علامة على النفاق والبعد عن الإيمان.
  • الركون إلى الكفار: موالاة الكفار، والتشبه بهم في أقوالهم وأفعالهم. هذا الركون يؤدي إلى الضلال والخسران، كما قال تعالى: {وَمَنْ يَتَوَلهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ} [المائدة: 51].
  • تضييع الصلاة: ترك الصلاة عمداً وعناداً. ترك الصلاة هو من أعظم الذنوب، وقد يصل إلى حد الكفر، كما جاء في الحديث: «بيْن الرجل وبيْن الكُفْر تَرْكُ الصلاة».

أسباب الغربة:

  • الجهل بالدين: عدم تعلم أحكام الإسلام، وعدم فهم مقاصده.
  • اتباع الهوى: الانقياد للشهوات والرغبات، وتفضيلها على طاعة الله.
  • التأثر بالثقافات الغربية: تقليد الغرب في عاداتهم وتقاليدهم، والتخلي عن قيم الإسلام.
  • ضعف التربية الإسلامية: إهمال تربية الأبناء على تعاليم الإسلام، وعدم غرس القيم الإسلامية في نفوسهم.
  • انتشار الفساد: تفشي الفساد في المجتمع، وانتشار الظلم والجور.

طريق الخلاص:

  • العودة الصادقة إلى الله: التوبة من الذنوب والمعاصي، والإقبال على الله بقلب سليم.
  • تعلم الدين والعمل به: الاجتهاد في تعلم أحكام الإسلام، والعمل بها في جميع جوانب الحياة.
  • التمسك بالقرآن والسنة: اتباع القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، والعمل بهما في كل الأمور.
  • تربية الأبناء على الإسلام: غرس القيم الإسلامية في نفوس الأبناء، وتعليمهم أحكام الدين.
  • الدعوة إلى الله: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة.
  • الاجتماع على الحق: التعاون على البر والتقوى، والاجتماع على كلمة الحق.

خاتمة

إن غربة الإسلام في أوساط المسلمين هي حقيقة مؤلمة، ولكنها ليست قدراً محتوماً. بالعودة الصادقة إلى الله، والتمسك بتعاليم الإسلام، والعمل على نشره، يمكننا أن نعيد للإسلام عزه ومجده، وأن نخرج من هذه الغربة المظلمة إلى نور الهداية. نسأل الله أن يثبت قلوبنا على دينه، وأن يهدينا إلى صراطه المستقيم.

المصدر: موقع طريق الإسلام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *