الدويـري يكشف: كيف اخترقت إيران منظومة الدفاع الإسرائيلية؟ أسرار التزامن والتكامل

الدويـري يكشف: كيف اخترقت إيران منظومة الدفاع الإسرائيلية؟ أسرار التزامن والتكامل

كشف الخبير العسكري والاستراتيجي، اللواء المتقاعد فايز الدويري، عن نقاط قوة الهجوم الإيراني الأخير على إسرائيل، مسلطًا الضوء على الثغرات التي كشفها هذا الهجوم في أداء المنظومات الدفاعية الإسرائيلية. وأشار الدويري إلى أن الأضرار التي لحقت بالأراضي المحتلة تعد الأكبر منذ عام 1948، معتبرًا أن المشاهد والصور التي وثقت الضربات الإيرانية تمثل ردًا واقعيًا على القدرات الدفاعية الإسرائيلية المعلنة.

تحليل عسكري مفصل: مرتكزات النجاح الإيراني

يرى الدويري أن نجاح إيران في هذا الهجوم يعود إلى مجموعة من المرتكزات العسكرية الذكية، والتي ساهمت في تشتيت قدرات الدفاع الجوي الإسرائيلي. من أبرز هذه المرتكزات:

  • التزامن والتكامل: الجمع بين أنواع مختلفة من الأسلحة (طائرات مسيرة، صواريخ كروز، صواريخ باليستية، وصواريخ فرط صوتية) وإطلاقها بشكل متزامن، مما أحدث ارتباكًا كبيرًا لدى المنظومات الدفاعية الإسرائيلية.
  • استغلال القدرات المتاحة: استخدام جميع القدرات العسكرية المتاحة، سواء كانت كبيرة أو محدودة الفاعلية، ضمن منظومة متكاملة تخدم بعضها البعض، لتعزيز التأثير الشامل للهجوم.
  • التصعيد الكمي والنوعي: البدء باستخدام أدوات تقليدية، ثم الانتقال إلى أسلحة متطورة مثل الصواريخ الفرط صوتية، مما وضع المنظومات الإسرائيلية في حالة إرباك دائم.
  • التمدد الأفقي والعمودي: تركيز الهجوم على مناطق الشمال والوسط، مع تعزيز التهديد من عدة جبهات إقليمية، مما وسع نطاق التحدي الذي واجهته إسرائيل.

كفاءة الرادارات الإسرائيلية: خوارزميات لا جهد بشري

أوضح الدويري أن المنظومات الدفاعية الإسرائيلية تعتمد على خوارزميات دقيقة في رصد الأهداف والاشتباك معها، وذلك لتقليل الكلفة التشغيلية. وتتكون منظومة القبة الحديدية من ثلاثة عناصر رئيسية:

  1. منظومة الرادار: لرصد وتحديد الأهداف.
  2. وحدة المعالجة والتحقق: لتحليل البيانات ومقارنتها بالمعطيات السابقة.
  3. وحدة المشاغلة: لاتخاذ قرار الاشتباك مع الأهداف المعادية.

تعتمد منظومة "مقلاع داوود" على نفس الأسس، ولكنها تمتلك تقنيات أكثر تطورًا، بينما تمتاز منظومتا "حيتس" و"ثاد" بقدرة أكبر على التمييز بين الصواريخ الحقيقية والصواريخ الخداعية وتغيير المسار تلقائيًا أثناء الطيران.

الاختلاف بين "حيتس" و "ثاد": آلية التدمير

يكمن الاختلاف الجوهري بين "حيتس" و "ثاد" في آلية تدمير الهدف. يعتمد "حيتس" على الاصطدام المباشر بالهدف، بينما يستخدم "ثاد" الطاقة الحركية، حيث ينفجر الصاروخ إلى جانب الهدف لتدميره دون الحاجة للاصطدام به مباشرة.

اختراق استراتيجي: تقييم شامل

خلص اللواء الدويري إلى أن إيران لم تحقق تزاوجًا كاملاً بين القدرات المختلفة، لكنها استطاعت عبر استخدام نسبي وذكي لهذه الإمكانيات أن تُحدث اختراقًا استراتيجيًا عجزت المنظومات الإسرائيلية عن احتوائه بالكامل، مما يطرح تساؤلات حول فعالية هذه المنظومات في مواجهة التحديات المتزايدة.

المصدر: موقع الجزيرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *