الرواية الأردنية: بين المحلية والعالمية.. رحلة نحو العالمية

الرواية الأردنية: بين المحلية والعالمية.. رحلة نحو العالمية

الرواية، في جوهرها، رحلة تبدأ من المحلية لتنطلق نحو العالمية. إنها تنبثق من البيئة والثقافة والتجارب الشخصية للكاتب، لكنها لا تكتفي بذلك، بل تسعى إلى استكشاف الأبعاد الإنسانية المشتركة التي تربطنا جميعًا.

الرواية العربية: ديوان العرب الحديث

شهدت الرواية العربية تطورًا ملحوظًا في العقود الأخيرة، حتى أصبحت تُعتبر "ديوان العرب الحديث" بدلًا من الشعر. هذا الاعتراف يعكس قدرتها الفائقة على تمثيل الواقع، وبناء عوالم رمزية موازية، وإعادة النظر في مجتمعاتنا. تتميز الرواية بمرونتها وقابليتها للتكيف، وقدرتها على استيعاب إمكانات ثرية لا تتوفر في الأجناس الأدبية الأخرى.

الرواية: جنس أدبي عالمي

الرواية، كما وصفها جورج لوكاش بـ "ملحمة العصر الحديث"، هي جنس أدبي عالمي بامتياز. فهي مفتوحة على التهجين وتعدد اللغات والأصوات، وتجمع بين المرجعيات المحلية والتطلعات الإنسانية العالمية. الروائي العربي والأردني يدرك أن الوصول إلى العالمية يتطلب تجاوز قيود المحلية، وربط الهموم المحلية بمعانٍ ذات بعد إنساني أوسع.

كيف تتهيأ الرواية للعالمية؟

لكي تتهيأ الرواية للعالمية، يجب عليها:

  • تصعيد الهموم المحلية: إدراج القضايا المحلية في سياق عالمي أوسع.
  • مواكبة التطورات الفنية: متابعة التطورات في الأساليب والتقنيات الروائية العالمية.
  • الثقافة العالمية: امتلاك ثقافة عالمية واسعة، والإصغاء العميق لتطورات العالم.

إيصال الرواية إلى القارئ العالمي: تحديات وفرص

إيصال الرواية إلى القارئ العالمي يمثل تحديًا كبيرًا، نظرًا لتعدد اللغات والثقافات. يتطلب ذلك بذل جهد كبير للتعرف على توجهات القراء، وإيجاد طرق للتواصل معهم.

التحديات:

  • اللغة: الكتابة بلغة أجنبية أو البحث عن فرص الترجمة.
  • الترجمة: مشكلات الترجمة ومعاييرها، وتجنب الوقوع في فخ تغذية الصور النمطية عن الشرق.

الفرص:

  • الناشر المناسب: اختيار ناشر قادر على المشاركة في معارض الكتب العربية والعالمية.
  • الترجمة الواعية: ترجمة الأعمال التي تعبر عن قضايا العرب والعالم الإسلامي بطريقة مغايرة للتوقعات الغربية.

الرواية الأردنية: نظرة على الواقع والمؤشرات

تشهد الرواية الأردنية تطورًا ملحوظًا، وتعكس الواقع العربي والأردني بطرق فنية متقدمة. تتناول الروايات قضايا مجتمعية وسياسية، وتسعى إلى تحقيق التقدم والعدالة.

مؤشرات عالمية الرواية الأردنية:

  • صدور روايات لكتاب أردنيين بلغات أجنبية.
  • حضور الرواية الأردنية في إطار نشاط الترجمة.

نماذج من الرواية الأردنية المكتوبة بلغات أجنبية

عقيل أبو الشعر: ريادة تاريخية

كتب عقيل أبو الشعر، وهو كاتب أردني الأصل، بعض رواياته بالفرنسية والإسبانية. ترجمت بعض هذه الروايات مؤخرًا إلى العربية.

فادية الفقير: صوت أردني باللغة الإنجليزية

تعد فادية الفقير رائدة الرواية الأردنية المكتوبة بالإنجليزية. ترجمت رواياتها إلى العديد من اللغات، وتتناول قضايا التحولات الاجتماعية والسياسية، ووضعية المرأة في المجتمع الأردني.

ديانا أبو جابر وليلى حلبي: أصوات أمريكية من أصول عربية

تعد ديانا أبو جابر وليلى حلبي جزءًا من ظاهرة الكتاب الأمريكيين ذوي الأصول العربية. تتناول أعمالهما قضايا المجتمع الأمريكي، بما في ذلك هموم المهاجرين.

الترجمة: جسر نحو العالمية

تعد الترجمة مؤشرًا هامًا على عالمية الرواية. على الرغم من أهمية اللغة العربية، فإن الترجمة إلى لغات أخرى، وخاصة الإنجليزية، تتيح لجمهور أوسع الاطلاع على الرواية العربية.

نماذج من الروايات الأردنية المترجمة:

  • أعمال إبراهيم نصر الله.
  • روايات ليلى الأطرش.
  • رواية دفاتر الوراق لجلال برجس.
  • رواية حيث لا تسقط الأمطار لأمجد ناصر.
  • رواية موسم الحوريات لجمال ناجي.
  • روايات شهلا العجيلي.

توصيات وملاحظات

  • الحاجة إلى مشاريع مؤسسية للترجمة: تتطلب الترجمة مشاريع مؤسسية ومبادرات موسعة دائمة، وصلات مع مترجمين ودور نشر عالمية مرموقة.
  • تجنب الهاجس بالترجمة: يجب ألا يشكل السعي إلى الترجمة هاجسًا للكاتب، لتجنب التكيف مع متطلبات مؤسسات الترجمة ذات التوجهات السياسية.

في الختام، تظل الرواية الأردنية تسعى إلى تحقيق التوازن بين المحلية والعالمية، وتسعى إلى إيصال صوتها إلى العالم، مع الحفاظ على هويتها الثقافية وقضاياها المحلية.

المصدر: موقع الجزيرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *