مقدمة: هدوء حذر يلف السويداء بعد أحداث صحنايا
بعد أيام من التوتر والقلق، تشهد محافظة السويداء هدوءًا حذرًا، تزامنًا مع اتفاق أمني جديد يهدف إلى استعادة الاستقرار ومنع تفاقم الأوضاع. يأتي ذلك على خلفية أحداث شهدتها منطقة صحنايا في ريف دمشق، والتي أثارت مخاوف واسعة في السويداء ذات الأغلبية الدرزية.
انتشار أمني في ريف دمشق واعتقالات
أعلن مدير أمن ريف دمشق، المقدم حسام الطحان، عن انتشار قوات الأمن العام في محيط صحنايا وأشرفية صحنايا بهدف ضبط الأوضاع ومنع أي اعتداءات جديدة. وأكد الطحان أن الأجهزة الأمنية تمكنت من اعتقال عدد من "الخارجين عن القانون" في المنطقة.
السويداء تتأثر بأحداث صحنايا
أثرت الأحداث في صحنايا بشكل مباشر على محافظة السويداء، حيث صرح مسؤول الأمن العام عمار الحريري، أثناء تفقده بلدة الصورة الكبيرة، بأهمية الوحدة الوطنية وأن الشعب السوري شعب واحد يرفض التقسيم، مشيدًا بالقيادة السورية.
تفاصيل حادثة براق: إطلاق نار وإصابات
تصاعد التوتر بعد تعرض مجموعة من الفصائل الدرزية المسلحة لإطلاق نار في منطقة براق على طريق دمشق السويداء، أثناء توجهها إلى صحنايا. أوضح رئيس المكتب السياسي للمجلس العسكري في جنوب سوريا، نجيب أبو فخر، أن المجموعة تلقت تحذيرات من دمشق بشأن خطورة الطريق، لكنها تجاهلتها. وأضاف أن المجموعة تعرضت لإطلاق نار مباشر أدى إلى إصابة ستة أشخاص بجروح.
ليلة رعب في الصورة الكبيرة ودخول الأمن العام
عاشت قرية الصورة الكبيرة ليلة عصيبة بعد دخول مجموعات مسلحة إليها، وفشلت الفصائل الدرزية في استعادة السيطرة عليها. تدخلت قوات الأمن العام لفرض التهدئة، وأكد محافظ السويداء أن دخول الأمن العام يهدف إلى حماية المواطنين من "تعديات بعض الجماعات المسلحة الخارجة عن القانون".
قصف متبادل بين السويداء ودرعا
شهدت مناطق حدودية بين السويداء ودرعا قصفًا متبادلًا بقذائف الهاون، مما زاد من حدة التوتر.
التسجيل الصوتي المسيء والاشتباكات الدامية
اندلعت اشتباكات عنيفة على خلفية انتشار تسجيل صوتي منسوب لأحد مشايخ الدروز يسيء للنبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وهو ما نفته الحكومة السورية. أسفرت الاشتباكات عن مقتل 14 شخصًا، بينهم ستة من قوى الأمن العام.
جهود لتهدئة الأوضاع وتطوع الدروز في الأمن العام
سعى الشيخ ليث البلعوس، المقرب من الحكومة السورية، لأخذ موافقة مشيخة العقل الدرزية على تطوع الدروز في جهاز الأمن العام، بهدف استلام أمن محافظة السويداء.
مطالبة بحماية دولية للدروز
أصدر الشيخ حكمت الهجري، الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز، بيانًا طالب فيه بتوفير حماية دولية للدروز على إثر الأحداث في صحنايا وجرمانا.
اجتماع مشايخ العقل وقادة الفصائل وتفعيل الأمن العام
عقد مشايخ العقل الثلاثة في السويداء اجتماعًا مع قادة الفصائل العسكرية ووجهاء المجتمع المحلي، بهدف حل القضايا العالقة مع الحكومة في دمشق، وعلى رأسها تفعيل جهاز الأمن العام في السويداء بعناصر من أبناء المحافظة.
استجابة حكومية وتعيين عناصر من أبناء السويداء في الشرطة
استجابت الحكومة السورية لمخرجات الاجتماع، وأكد محافظ السويداء مصطفى البكور على استمرار الجهود لتنظيم المحافظة وترسيخ سيادة القانون، وكشف عن تعيين أكثر من ألفي عنصر من أبناء السويداء في الشرطة.
مخاوف وتحفظات من بعض الفصائل
أعربت بعض الفصائل عن معارضتها للخطط الحكومية، بينما أكد المحافظ أن غالبية سكان المحافظة يؤيدون وجود وتفعيل قوات أمنية من أبناء المنطقة نفسها.
تحصينات دفاعية على طريق دمشق
تواصل الفصائل المسلحة في السويداء تحصيناتها الدفاعية على طول الطريق الدولية مع دمشق، خشيةً من اتساع دائرة المواجهات.
آراء حول الوضع الراهن
- الشيخ باسم أبو فخر: أكد تحصن حركة رجال الكرامة في تخوم ريف السويداء الشمالي الشرقي.
- محمد بركة: أعرب عن مخاوف كبيرة من عدم الالتزام بالتوافقات، مشيرًا إلى الهجمات التي أعقبت اتفاقات سابقة.
- محمود السكر: طالب بتشكيل قوة أمن عام من أبناء المحافظة وسحب السلاح بشكل تدريجي.
خاتمة: ترقب وحذر في انتظار الاستقرار
يبقى الوضع في السويداء محفوفًا بالحذر والترقب، في انتظار ترجمة الاتفاقات الأمنية الجديدة إلى واقع ملموس يعيد الاستقرار والطمأنينة إلى نفوس السكان.
اترك تعليقاً