العطاء الحقيقي: ما هو أبعد من المال وكيف نثري حياتنا به


العطاء ليس مجرد بذل المال، والحرمان ليس مجرد فقدانه. إن اختزال العطاء في المال هو تبسيط مخلٍّ لمعناه الحقيقي وقيمته العميقة. هناك أبعاد أخرى للعطاء تفوق قيمتها المادية بكثير، وتلامس أرواحنا وتغذيها بطرق لا يمكن للمال أن يفعلها.

كنوز العطاء الخفية: أبعد من مجرد المال

ما هي تلك الكنوز التي لا تقدر بثمن والتي نغفل عنها غالبًا؟

  • دعوة في ظهر الغيب: أن تدعو لشخص بصدق وإخلاص في غيابه، هو عطاء يلامس قلبه وروحه ويمنحه قوة خفية.
  • ذكر في السجود: أن تتذكر أحباءك ومن يحتاجون إلى دعائك في لحظة الخشوع والتقرب إلى الله، هو عطاء يربطك بهم برباط روحي قوي.
  • كظم الغيظ عند الغضب: أن تتمالك نفسك وتتغلب على غضبك، هو عطاء لنفسك وللآخرين، يحافظ على العلاقات ويمنع الندم.
  • العفو عند المقدرة: أن تسامح وتصفح عمن أخطأ في حقك، هو عطاء يحررك من الأحقاد ويمنحك سلامًا داخليًا.
  • تحمل أخطاء الآخرين: أن تتفهم طبيعة البشر وأن تتحمل زلاتهم وعيوبهم، هو عطاء يبني جسورًا من التفاهم والمحبة.

حاجتنا لهذه الأنواع من العطاء تفوق حاجتنا إلى المال. إنها تشبع احتياجاتنا العاطفية والروحية وتجعل حياتنا أكثر غنى ومعنى.

لحظات الحزن والانكسار: عطايا بسيطة ذات أثر عظيم

في لحظات الضعف والحاجة، غالبًا ما لا نطلب الكثير. كل ما نحتاجه هو:

  • ضمة في لحظة حزن: حضن دافئ يزيل الوحشة ويمنحنا شعورًا بالأمان والاحتواء.
  • لمسة حانية في لحظة انكسار: لمسة رقيقة تعبر عن التعاطف والاهتمام وتساعدنا على النهوض من جديد.
  • دعاء في لحظة حاجة: دعوة صادقة ترفع عنا البلاء وتمنحنا القوة والصبر.
  • اهتمام في لحظة قلق: سؤال بسيط أو رسالة مطمئنة تخفف من وطأة القلق وتذكرنا بأننا لسنا وحدنا.

الأشياء بقيمتها لا بأثمانها

الأشياء الحقيقية في الحياة تقاس بقيمتها المعنوية لا بأسعارها المادية. وأغلى الأشياء في الدنيا لا أثمان لها.

  • كم هو ثمن ابن بار؟
  • كم هو ثمن دعاء أم؟
  • كم هو ثمن زوجة صالحة؟
  • كم هو ثمن زوج حنون؟
  • كم هو ثمن أب شفيق؟
  • كم هو ثمن صديق وفي؟

هذه الأشياء لا تشترى بالمال، لأنها نابعة من القلب ومبنية على الحب والإخلاص. وبدونها، نصبح فقراء حتى لو امتلكنا كنوز الدنيا. فالعطاء الحقيقي هو ما يثري حياتنا ويجعلنا أغنياء حقًا.

المصدر: موقع طريق الإسلام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *