في مشهد لافت يعكس تزايد الوعي بأهمية المساواة بين الجنسين، شهدت شوارع الدار البيضاء مظاهرات حاشدة بمناسبة عيد العمال، حيث خرجت نساء ورجال للمطالبة بتقاسم عادل للأعباء المنزلية. هذه الفعالية، التي نظمتها جمعية "التحدي للمساواة والمواطنة" بالتعاون مع "الفيدرالية الديمقراطية للشغل"، سلطت الضوء على قيمة العمل المنزلي غير المدفوع الأجر الذي تقوم به المرأة، وأهمية الاعتراف به وتقنينه.
مريلة المطبخ رمزاً للمطالبة بالمساواة
المتظاهرون، الذين ارتدوا مريلة المطبخ كرمز لوحدة المطالب، رفعوا شعارات قوية تعبر عن رفضهم لتهميش العمل المنزلي واعتباره عبئاً حصرياً على المرأة. من بين أبرز هذه الشعارات:
- "شقا الدار ماشي حكرة"
- "بحال الراجل بحال المرا شقا الدار ماشي حكرة"
- "سواء اليوم سواء غدا المساواة ولا بد"
هذه الشعارات تعكس رغبة ملحة في تغيير المفاهيم التقليدية السائدة، وترسيخ ثقافة جديدة تقوم على المشاركة والتعاون في إدارة شؤون المنزل.
العمل المنزلي: قيمة اقتصادية واجتماعية مهملة
بشرى عبده، رئيسة جمعية "التحدي للمساواة والمواطنة"، أكدت على أن العمل المنزلي يمثل قيمة إنتاجية ومادية كبيرة، وأن المطالبة بتقاسم الأعباء المنزلية لا تنتقص من مكانة الرجل أو المرأة، بل تعزز استقرار الأسرة ورفاهيتها. وأشارت إلى أن تزايد نسبة الشيخوخة في المغرب يزيد من الأعباء الملقاة على عاتق النساء، مما يستدعي ضرورة تقنين هذا العمل وضمان حقوق العاملات في المنازل.
نحو تقنين العمل المنزلي وتغيير المفاهيم التقليدية
المغرب كان قد خطا خطوات مهمة نحو الاعتراف بالعمل المنزلي، حيث اقترب من إصدار قانون للأسرة يقر بأن العمل المنزلي الذي تقوم به الزوجة يساهم في تكوين الثروة المشتركة خلال فترة الزواج.
ومع ذلك، تواجه هذه التوجهات مقاومة من قبل بعض فئات المجتمع التي لا تزال متأثرة بالعقلية الذكورية التقليدية. لذا، تخطط جمعية "التحدي للمساواة والمواطنة" لإطلاق سلسلة من الأنشطة التوعوية تستهدف مختلف شرائح المجتمع، بدءاً بالطلبة والتلاميذ والجمعيات، وصولاً إلى عامة الناس عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
خطط مستقبلية لنشر الوعي والتغيير
تتضمن خطط الجمعية المستقبلية:
- إنتاج فيلم وثائقي يتناول موضوع الأعمال المنزلية.
- تنظيم عروض مسرحية في الأماكن العامة، خاصة في المناطق القروية والأسواق.
- نشر مقاطع فيديو توعوية عبر الإنترنت.
- تقليص ساعات العمل للنساء العاملات في المنزل.
تهدف هذه المبادرات إلى دمج الشباب والأطفال في الأعمال المنزلية، والمساهمة في تغيير المفاهيم النمطية السائدة، وتعزيز ثقافة المساواة والمشاركة داخل الأسرة وخارجها. إن تحقيق المساواة في الأعباء المنزلية ليس مجرد مطلب نسائي، بل هو ضرورة اجتماعية واقتصادية تساهم في بناء مجتمع أكثر عدلاً وإنصافاً.
اترك تعليقاً