المعلومات المضللة حول المناخ: كيف تعرقل العمل المناخي وتفاقم الأزمة؟

المعلومات المضللة حول المناخ: كيف تعرقل العمل المناخي وتفاقم الأزمة؟

تقرير يكشف: المعلومات المضللة تهدد جهود مكافحة تغير المناخ

في تقرير حديث، سلطت اللجنة الدولية المعنية ببيئة المعلومات (آي بي آي إي) الضوء على خطر جسيم يواجه جهود مكافحة تغير المناخ: انتشار المعلومات المضللة. يؤكد التقرير أن هذه المعلومات لا تؤخر فقط اتخاذ الإجراءات اللازمة، بل تحول الأزمة المناخية إلى كارثة حقيقية، خاصة مع استهدافها لسمعة الحلول المقترحة.

من الإنكار إلى التشويه: تطور خطير في استراتيجيات التضليل

لم يعد الأمر مجرد إنكار لتغير المناخ. وفقًا للتقرير، تطورت هذه الظاهرة إلى حملات منظمة تقودها شركات الوقود الأحفوري وسياسيون يمينيون، بهدف واضح: عرقلة العمل المناخي. تعتمد هذه الحملات على نشر معلومات كاذبة ومضللة، وتضخيمها عبر الإنترنت من قبل "المتصيدين" الذين يسعون لترويج الأكاذيب وتأخير أي تحرك جاد.

أساليب التضليل: من "الوقود منخفض الكربون" إلى نظريات المؤامرة

تتنوع أساليب التضليل المستخدمة، وتشمل:

  • الترويج للغاز الأحفوري: تصويره على أنه "وقود منخفض الكربون"، متجاهلين آثاره السلبية على البيئة.
  • نظريات المؤامرة: نشر شائعات لا أساس لها من الصحة، مثل الادعاء بأن حرائق الغابات في جنوب كاليفورنيا كانت مدبرة، أو أن الطاقة المتجددة هي السبب وراء انقطاع التيار الكهربائي في إسبانيا.
  • استهداف قادة المناخ: شن حملات تشويه سمعة ضدهم على الإنترنت.

تأثير مدمر على ثقة الجمهور والعمل المناخي

يشدد التقرير على أن هذه المعلومات المضللة تقوض ثقة الجمهور في علم المناخ والمؤسسات الاجتماعية الرئيسية. ويصف الوضع بأنه "أزمة سلامة معلومات" تفاقم أزمة المناخ وتجعل حلها أكثر صعوبة.

غياب المعلومات الصحيحة: عائق أمام اتخاذ قرارات مستنيرة

يؤكد كلاوس جنسن، الباحث المشارك في التقرير، أن غياب المعلومات الصحيحة يحد من قدرة الجمهور على اتخاذ خيارات مستنيرة. ويثير تساؤلات مهمة: "إذا لم تكن لدينا المعلومات الصحيحة، فكيف سنصوت للقضايا والسياسيين المناسبين، وكيف سيترجم السياسيون الأدلة الواضحة إلى إجراءات ضرورية؟".

جهود دولية لمكافحة التضليل

تتصدى الأمم المتحدة لهذه المشكلة من خلال "المبادرة العالمية لسلامة المعلومات بشأن تغير المناخ"، التي انضمت إليها دول مثل المملكة المتحدة وفرنسا وتشيلي والمغرب.

دور القادة والسياسيين في نشر المعلومات المضللة

يشير التقرير إلى أن بعض القادة والسياسيين، مثل الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، ساهموا بشكل كبير في انتشار المعلومات المضللة عن المناخ على شبكات التواصل الاجتماعي. كما يذكر أن الأحزاب الشعبوية اليمينية في أوروبا "تخالف علم المناخ بنشاط"، وأن وسائل الإعلام ذات الأيديولوجيات السياسية المحافظة أو اليمينية تعطي الأولوية لإنكار تغير المناخ والتشكيك فيه ونظريات المؤامرة المتعلقة به.

تدابير لمكافحة المعلومات المضللة

يقترح التقرير عدة تدابير لمكافحة المعلومات المضللة المتعلقة بالمناخ، بما في ذلك:

  • تنظيم المحتوى على وسائل التواصل الاجتماعي: وضع لوائح لتحسين إدارة المحتوى من قبل شركات التواصل الاجتماعي، كما هو الحال في قانون الخدمات الرقمية للاتحاد الأوروبي.
  • إلزام شركات الوقود الأحفوري بتقديم إعلانات موحدة عن انبعاثاتها.
  • تحسين التثقيف المناخي: تمكين المواطنين من تحديد المعلومات المضللة.

الآفاق المستقبلية: نحو مساءلة مروجي التضليل

يشير جنسن إلى أن بعض القضايا القانونية ضد مُروّجي المعلومات المضللة المتعلقة بالمناخ جارية بالفعل. ويؤكد أن تحسين التثقيف المناخي على المدى الطويل سيمكّن المواطنين من تحديد المعلومات المضللة بشكل أفضل.

المصدر: موقع الجزيرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *