كارثة إنسانية تتفاقم: الاحتلال يقلّص "المنطقة الآمنة" في المواصي ويدفع النازحين نحو المجهول
في تطور مأساوي جديد، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي سياساته التي تهدف إلى تضييق الخناق على المدنيين في قطاع غزة، وذلك بتقليص مساحة منطقة المواصي، التي سبق أن تم تحديدها كمنطقة "آمنة" للنازحين من جنوب القطاع وأجزاء من شماله. هذه الخطوة تأتي في ظل ظروف إنسانية كارثية يعيشها مئات الآلاف من الفلسطينيين في المواصي، لتزيد من معاناتهم وتدفعهم نحو النزوح القسري مجددًا.
إنذارات متكررة وإخلاء قسري: سيناريو التدمير الممنهج لخان يونس
يتواصل التصعيد الإسرائيلي من خلال إصدار إنذارات متكررة بإخلاء أحياء في خان يونس، كان آخرها مساء أمس، حيث طالب المتحدث باسم جيش الاحتلال، أفيخاي أدرعي، سكان أحياء الجلاء، مدينة حمد، والقرارة 5 و 6 بالإخلاء الفوري إلى منطقة المواصي، مبررًا ذلك بضرورة تدمير قدرات الفصائل الفلسطينية.
#عاجل ‼️ الى سكان قطاع غزة في أحياء الجلاء، مدينة حمد والقراره 5 و 6
⭕️جيش الدفاع يعمل بقوة شديدة جدًا لتدمير قدرات المنظمات الإرهابية في المنطقة وسيهاجم كل موقع يتم استخدامه لاطلاق قذائف صاروخية
⭕️من أجل أمنكم، أخلوا فوراً الى منطقة المواصي ولا تحاولوا العودة الى مناطق القتال… pic.twitter.com/8k5NQj3wYV
— افيخاي ادرعي (@AvichayAdraee) June 17, 2025
هذه الإنذارات المتواصلة أثارت جدلًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي، حيث اتهم المغردون الفلسطينيون الاحتلال بتنفيذ عملية تدمير ممنهجة لمدينة خان يونس منذ أسابيع، بدءًا من الأحياء الشرقية للمدينة وامتدادًا نحو الغرب.
المواصي: من منطقة نزوح إلى بؤرة اكتظاظ وتلوث
يصف ناشطون فلسطينيون الوضع في المواصي بأنه مأساوي، حيث كانت المنطقة تعاني أصلًا من اكتظاظ غير مسبوق ونسبة تلوث عالية، قبل قرار تقليص مساحتها. ويعتبرون أن هذه الخطوة تمهد عمليًا لعزل خان يونس عن المنطقة الوسطى.
كارثة جديدة في قطاع غزة وسط الظلام؛ بعد أن جمع الجيش الإسرائيلي كافة سكان جنوب القطاع وجزءًا من شماله في منطقة المواصي، قام قبل قليل بتقليص مساحة المواصي المكتظة بالسكان، وطالب جزءًا منهم بالنزوح إلى مناطق أخرى باتجاه رفح. الاكتظاظ في المواصي قبل هذا التقليص كان لا يُطاق وخطير… pic.twitter.com/jiSUDMBnSL
— Tamer | تامر (@tamerqdh) June 17, 2025
"إبادة بالنزوح": تضييق الخناق على غزة وتدمير ممنهج للمنازل
يؤكد ناشطون أن الاحتلال يعمل على تضييق غزة بشكل متسارع، ونسف المناطق التي يحتلها ليحوّلها إلى أرض خالية من السكان. كما أشار مغردون إلى أن قرارات الإخلاء الإسرائيلية الأخيرة شملت ما تبقى من مناطق في خان يونس، وأخرجت عمليًا مستشفى ناصر (أكبر مستشفيات جنوب قطاع غزة) عن الخدمة.
جيش الاحتلال يصدر قرارات إخلاء لمناطق جديدة في أحياء شمال غرب مدينة خانيونس وبلدة القرارة، ويطالب السكان بالخروج منها تمهيدًا لقصفها.
— Meqdad Jameel (@Almeqdad) June 17, 2025
مخطط تهجيري متسلسل وصمت دولي مريب
يعتبر مراقبون أن الاحتلال يسعى -من خلال هذه الخطوات- إلى دفع السكان نحو أقصى حدود رفح، في مخطط تهجيري متسلسل، وسط صمت دولي مريب.
المواصي: منطقة منكوبة تفتقر إلى مقومات الحياة
تفتقر منطقة المواصي إلى المرافق الأساسية، ولا تتوفر فيها بنية تحتية كافية من شبكات صرف صحي أو كهرباء أو اتصالات. وتتكون أراضيها في معظمها من دفيئات زراعية وأراضٍ رملية.
وفي هذه المنطقة الجغرافية الصغيرة، يعيش النازحون وضعا مأساويا ونقصا كبيرا بالموارد الأساسية، مثل الماء والصرف الصحي والرعاية الطبية والغذاء. ويعيش أغلبهم في خيام بدائية مصنوعة من النايلون والقماش الممزق، وسط غياب شبه تام لأي مقومات للحياة.
إبادة جماعية مستمرة في غزة
منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية على الإنسان والحجر والشجر في غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.
اترك تعليقاً