تحول استراتيجي: أمريكا تطلب من بريطانيا إعادة تقييم أولوياتها الجيوسياسية والتركيز على أوروبا

تحول استراتيجي: أمريكا تطلب من بريطانيا إعادة تقييم أولوياتها الجيوسياسية والتركيز على أوروبا

تحول في الاستراتيجية الأمريكية: التركيز على أوروبا بدلًا من آسيا

كشفت صحيفة "فايننشال تايمز" عن تحول محتمل في الاستراتيجية الأمريكية تجاه بريطانيا فيما يتعلق بالسياسة الدفاعية. وفقًا للصحيفة، فإن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) تسعى إلى توجيه الجيش البريطاني نحو تركيز أكبر على القارة الأوروبية والمنطقة الأطلسية، وتقليل الاهتمام بمنطقة آسيا والمحيطين الهندي والهادي. يمثل هذا التوجه تغييرًا ملحوظًا عن السياسة التي اتبعتها إدارة الرئيس السابق جو بايدن، والتي شجعت الحلفاء الأوروبيين على تعزيز وجودهم في منطقة المحيطين الهندي والهادي بهدف مواجهة النفوذ الصيني المتزايد.

تفاصيل التوجه الجديد: قلق أمريكي بشأن الانتشار البريطاني في آسيا

نقلت "فايننشال تايمز" عن مصادر مطلعة أن وكيل وزارة الدفاع الأمريكية لشؤون السياسات، إلبريدج كولبي، قد أعرب للمسؤولين البريطانيين عن قلق إدارة الرئيس دونالد ترامب بشأن إرسال بريطانيا حاملة الطائرات "إتش إم إس برينس أوف ويلز" إلى منطقة المحيطين الهندي والهادي. يرى كولبي، وهو من كبار المسؤولين في البنتاغون، أن الدول الأوروبية يجب أن تتحمل مسؤولية أكبر عن أمنها، خاصة في ظل الحرب في أوكرانيا، مما يسمح للولايات المتحدة بالتركيز على الصين والمحيطين الهندي والهادي.

تداعيات محتملة على العلاقات بين أمريكا وحلفائها

هذا التحول الاستراتيجي يثير تساؤلات حول التزام الولايات المتحدة تجاه حلفائها في منطقة المحيطين الهندي والهادي. زاك كوبر، الخبير الأمني في شؤون آسيا بمعهد أمريكان إنتربرايز، يرى أن هذا التوجه قد يشير إلى محاولة من إدارة ترامب للفصل بين منطقتي أوروبا والمحيطين الهندي والهادي، وهو ما قد يثير قلق الحلفاء في آسيا بشأن الدعم الأمريكي المستقبلي.

السياق الجيوسياسي: محاولات الصين لجذب أوروبا

يأتي هذا التغيير في السياسة في وقت تكثف فيه الصين جهودها الدبلوماسية لجذب الدول الأوروبية، في محاولة لتقويض الجهود الأمريكية الرامية إلى تشكيل جبهة موحدة ضد الصين.

تحديات أمام أوروبا: القدرات العسكرية المحدودة

إريك سايرز، الخبير الأمني في شؤون آسيا لدى شركة بيكون غلوبال ستراتيجيز، يشكك في قدرة أوروبا على الاضطلاع بالدور الذي تقترحه واشنطن في الوقت الحالي. يرى سايرز أن القوة العسكرية الأوروبية لا تزال محدودة، ومن المنطقي أن تطلب إدارة ترامب من الدول الأوروبية التركيز على التهديد الروسي بدلًا من الانتشار المحدود في آسيا أو مناطق أخرى. ويعتبر سايرز انتشار السفن البحرية الأوروبية في وقت السلم في مناطق بعيدة بمثابة "ترف" لا تستطيع أوروبا تحمله في الظروف الحالية.

ملخص النقاط الرئيسية:

  • تحول استراتيجي: البنتاغون يطلب من بريطانيا التركيز على أوروبا.
  • قلق أمريكي: بشأن انتشار بريطانيا في منطقة المحيطين الهندي والهادي.
  • تداعيات محتملة: على العلاقات بين أمريكا وحلفائها في آسيا.
  • جهود صينية: لجذب أوروبا وتقويض التحالفات الأمريكية.
  • تحديات أوروبية: القدرات العسكرية المحدودة تعيق قدرة أوروبا على تلبية المطالب الأمريكية.

الخلاصة

يبقى أن نرى كيف ستتطور هذه السياسة الجديدة وكيف ستؤثر على العلاقات بين الولايات المتحدة وبريطانيا وحلفائهما في جميع أنحاء العالم. من الواضح أن التوازنات الجيوسياسية العالمية تتغير باستمرار، وأن الدول تسعى جاهدة للتكيف مع هذه التغييرات لحماية مصالحها وأمنها.

المصدر: موقع الجزيرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *