تشخيص الرأرأة بالذكاء الاصطناعي: نموذج جديد ثوري منخفض التكلفة

تشخيص الرأرأة بالذكاء الاصطناعي: نموذج جديد ثوري منخفض التكلفة

ثورة في تشخيص الرأرأة: نموذج ذكاء اصطناعي يغير قواعد اللعبة

في خطوة واعدة نحو تحسين رعاية مرضى الاضطرابات العصبية والدهليزية، طور باحثون من جامعة فلوريدا أتلانتيك بالتعاون مع مؤسسات أخرى، نموذجًا أوليًا مبتكرًا يعتمد على التعلم العميق لتشخيص مرض الرأرأة. هذه الحالة المرضية، التي تتميز بحركات لا إرادية في العين، غالبًا ما تشير إلى مشاكل في النظام العصبي أو الدهليزي (المسؤول عن التوازن وحركات العين).

ما هي الرأرأة ولماذا يعتبر التشخيص المبكر مهمًا؟

الرأرأة ليست مجرد مشكلة في حركة العين؛ بل قد تكون مؤشرًا على حالات صحية خطيرة. التشخيص الدقيق والمبكر يساعد في:

  • تحديد السبب الجذري: الكشف عن الاضطرابات العصبية أو الدهليزية الكامنة.
  • توجيه العلاج: اختيار العلاج الأنسب بناءً على التشخيص الدقيق.
  • تحسين جودة الحياة: التقليل من الأعراض المزعجة المرتبطة بالرأرأة.

النموذج الجديد: بديل فعال واقتصادي

الأداة الجديدة تمثل نقلة نوعية في مجال تشخيص الرأرأة، حيث توفر بديلًا فعالًا من حيث التكلفة وسهل الاستخدام، خاصةً في التشخيص عن بعد. يعتمد النموذج على تتبع 468 نقطة مرجعية في الوجه بشكل لحظي، وتحليل سرعة حركة العين، ثم توليد تقارير مفصلة جاهزة للاستخدام من قبل الأطباء.

مميزات النموذج الجديد مقارنة بالطرق التقليدية:

  • تكلفة أقل: مقارنة بتكاليف تصوير الرأرأة بالفيديو (VNG) والتخطيط الإلكتروني (ENG) التي قد تتجاوز 100 ألف دولار، يقدم النموذج الجديد حلاً اقتصاديًا.
  • سهولة الاستخدام: لا يتطلب تجهيزات معقدة أو تدخلات جراحية، مما يجعله مريحًا للمرضى.
  • تشخيص سريع وموثوق: يوفر فحصًا سريعًا وموثوقًا للكشف عن اضطرابات التوازن وحركات العين غير الطبيعية.
  • إمكانية التشخيص عن بعد: يتيح للمرضى الحصول على التشخيص دون الحاجة إلى زيارة العيادات المتخصصة.

كيف يعمل النموذج؟

  1. تتبع الوجه: يقوم النموذج بتتبع 468 نقطة مرجعية في الوجه باستخدام تقنيات التعلم العميق.
  2. تحليل حركة العين: يتم تحليل سرعة واتجاه حركات العين بدقة عالية.
  3. توليد التقارير: يقوم النموذج بتوليد تقارير مفصلة تتضمن نتائج التحليل، مما يساعد الأطباء في اتخاذ القرارات المناسبة.

تصريحات واعدة من الفريق البحثي

صرح الدكتور هارشال سانغوفي، المؤلف الرئيسي للدراسة، بأن هذه التقنية، على الرغم من كونها في مراحلها المبكرة، لديها القدرة على تغيير شكل الرعاية الصحية لمرضى الاضطرابات الدهليزية والعصبية. وأضاف أن قدرة النموذج على توفير تحليل غير جراحي ولحظي تجعله قابلاً للاستخدام على نطاق واسع في العيادات، وغرف الطوارئ، وحتى في المنازل.

الخطوات المستقبلية

يعمل الفريق البحثي حاليًا على:

  • تحسين دقة النموذج: لضمان أعلى مستويات الدقة في التشخيص.
  • توسيع نطاق الاختبار: ليشمل فئات متنوعة من المرضى في مناطق مختلفة.
  • الحصول على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA): لتمكين استخدامه على نطاق واسع في المجال الطبي.

الخلاصة

يمثل هذا النموذج الجديد خطوة كبيرة إلى الأمام في تشخيص الرأرأة، حيث يوفر حلاً فعالاً واقتصاديًا ومريحًا للمرضى. مع استمرار تطوير هذه التقنية، يمكننا أن نتوقع تحسينات كبيرة في رعاية مرضى الاضطرابات العصبية والدهليزية.

المصدر: موقع الجزيرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *