تصعيد وتوتر: الهند وباكستان تتبادلان الاتهامات بخرق وقف إطلاق النار الهش بوساطة أمريكية

تصعيد وتوتر: الهند وباكستان تتبادلان الاتهامات بخرق وقف إطلاق النار الهش بوساطة أمريكية

بعد أربعة أيام من القصف المتبادل الذي خلف خسائر فادحة في صفوف المدنيين، تجددت الاتهامات بين الهند وباكستان بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بوساطة أمريكية. هذا التطور يهدد بتقويض جهود التهدئة ويزيد من المخاوف بشأن مستقبل العلاقات بين البلدين الجارين.

تبادل الاتهامات يلقي بظلال من الشك

أكد سكرتير وزارة الخارجية الهندي، فيكرام ميسري، تسجيل "انتهاكات متكررة" لوقف إطلاق النار في الساعات الأخيرة، مشيراً إلى أن القوات المسلحة الهندية ردت على هذه الانتهاكات "بشكل ملائم". وطالب باكستان باتخاذ إجراءات "مناسبة" للتعامل مع الوضع بـ"جدية".

في المقابل، أكدت وزارة الخارجية الباكستانية التزامها بتنفيذ وقف إطلاق النار، متهمة الهند بارتكاب انتهاكات مماثلة. وشددت على أن القوات الباكستانية "تتعامل مع الوضع بمسؤولية وضبط للنفس"، داعية إلى معالجة أي قضايا متعلقة بتنفيذ وقف إطلاق النار عبر القنوات المناسبة.

أصداء الانفجارات تثير القلق

نقل صحفيون في وكالة الصحافة الفرنسية سماع دوي انفجارات قوية في سريناغار، كبرى مدن كشمير الخاضعة للسيطرة الهندية، مع تدخل أنظمة الدفاع الجوي. وفي الشطر الباكستاني من كشمير، أفاد مسؤولون بتبادل متقطع للنيران بين القوات الباكستانية والهندية في عدة مواقع على طول خط المراقبة.

تصعيد خطير يهدد الاستقرار الإقليمي

منذ الأربعاء الماضي، شهدت المنطقة تصعيداً خطيراً مع تبادل القصف المدفعي والهجمات بالمسيّرات والصواريخ بين البلدين الجارين. هذا التصعيد أثار مخاوف من اندلاع حرب شاملة بين القوتين النوويتين، ودفع العديد من العواصم الأجنبية إلى الدعوة إلى ضبط النفس.

الوساطة الأمريكية وجهود التهدئة

في خطوة مفاجئة، أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق نار شامل وفوري بين الهند وباكستان بوساطة أمريكية. وأشاد بالبلدين "للجوئهما إلى المنطق السليم والذكاء العظيم". وأكد وزير الخارجية الباكستاني آنذاك، إسحاق دار، موافقة إسلام آباد ونيودلهي على "وقف إطلاق النار فورا".

وأشار مصدر حكومي هندي إلى أن الاتفاق تم التوصل إليه بعد تفاوض مباشر بين البلدين، مع التركيز فقط على وقف إطلاق النار. وأكد وزير الخارجية الأمريكي السابق، ماركو روبيو، أن الاتفاق جاء بعد مفاوضات مكثفة مع رئيسي الوزراء الهندي والباكستاني ومسؤولين كبار آخرين.

ردود الفعل الدولية

حظي الاتفاق بترحيب واسع من العواصم الغربية، حيث وصفته لندن بـ"المرحب به جدا"، وباريس بأنه "اختيار المسؤولية"، وبرلين بـ"خطوة أولى مهمة". وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، وإيران عن أملهما في أن يؤدي وقف إطلاق النار إلى "سلام دائم". وأكدت الصين عزمها على مواصلة أداء دور بنّاء في هذه العملية، معربة عن قلقها حيال أي تصعيد للنزاع.

جذور الأزمة وتداعياتها

تعود جذور الأزمة إلى هجوم نفذه مسلحون في الشطر الهندي من كشمير في أبريل الماضي، أسفر عن مقتل 26 شخصا. واتهمت الهند جماعة "لشكر طيبة" بتنفيذ الهجوم، وهو ما نفته باكستان.

  • تصاعد التوتر: أدت العقوبات والتهديدات إلى أسوأ مواجهة عسكرية بين البلدين منذ عقود.
  • ضربات متبادلة: نفذت الهند ضربات على مدن باكستانية، مؤكدة تدمير "معسكرات إرهابية"، مما أثار دوامة من الهجمات والهجمات المضادة.
  • هجمات مضادة: أعلنت باكستان أنها شنت هجمات مضادة على الهند بعد تعرض قواعدها الجوية لضربات.

مستقبل العلاقات بين الهند وباكستان

يبقى مستقبل العلاقات بين الهند وباكستان غير واضح في ظل تبادل الاتهامات بانتهاك وقف إطلاق النار. ويتوقف تحقيق السلام الدائم في المنطقة على التزام الطرفين بوقف التصعيد، ومعالجة جذور الأزمة عبر الحوار، وتفعيل الآليات الدبلوماسية لحل النزاعات.

المصدر: موقع الجزيرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *