تفسير سورة آل عمران: آيات البلاغ الإلهي في قصة عيسى عليه السلام

تفسير سورة آل عمران: آيات البلاغ الإلهي في قصة عيسى عليه السلام

تفسير سورة آل عمران: آيات البلاغ الإلهي في قصة عيسى عليه السلام

يُعدّ تفسير الآيات الكريمة من سورة آل عمران (59-63) حول قصة عيسى عليه السلام من أهمّ ما يُناقش في فهم العقيدة الإسلامية الصحيحة. تتناول هذه الآيات مجموعة من المعاني العظيمة، وتُبطل العديد من الشُبهات التي تُثار حول شخصية السيد المسيح، وتُبرز قدرة الله الخالقة وعظمة رسالة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم. سنستعرض في هذا المقال تفاصيل هذه الآيات المباركة، ونُلقي الضوء على أهمّ فوائدها وأحكامها.

الآيات الكريمة محلّ التفسير:

﴿ إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِالْمُفْسِدِينَ ﴾ [آل عمران: 59-63]

دحض الشبهات حول شخصية المسيح:

تُفنّد هذه الآيات الكريمة العديد من المعتقدات الخاطئة التي انتشرت بين بعض النصارى، ومن أهمّها:

  • إلحاد المسيحية في تأليه المسيح: تُبيّن الآيات بوضوح أنّ عيسى عليه السلام مخلوق كآدم عليه السلام، خُلق بأمر الله تعالى "كن فيكون"، دون أن يكون ابناً لله أو إلهاً، أو جزءاً من الثالوث. هذا الردّ يُبطل ادعاءات النصارى بأنّ المسيح ابن الله أو جزء من الثالوث.

  • ردّ على ادعاءات أخرى: كما تُناقش الآيات ادعاءات أخرى كأنّ الله هو المسيح، أو أنّ المسيح يُحيي الموتى ويُبرئ الأمراض. فالله هو الخالق المُطلق، وعيسى عليه السلام كان نبيّاً مرسلاً من الله.

أبرز الفوائد والأحكام المستنبطة من الآيات:

تُبرز هذه الآيات الكريمة العديد من الفوائد والأحكام المهمّة، منها:

قدرة الله الخالقة:

  • الخلق من العدم: تُوضح الآيات قدرة الله العجيبة في خلق آدم من تراب وعيسى عليه السلام بطريقة معجزية، مُبرزةً أنّ الخلق من العدم هو أمرٌ يسيرٌ على الله تعالى.

  • تساوي الخلق: تُؤكد الآيات أنّ خلق عيسى عليه السلام كخلق آدم، دون أيّ تفريقٍ أو تمييزٍ يُؤدّي إلى تأليه أحدٍ منهما.

إثبات حجية القياس:

  • القياس في البرهان: استخدم الله تعالى في هذه الآيات أسلوب القياس لإبطال ادعاءات النصارى. فكما أنّ آدم لم يُعتبر إلهاً، فكذلك عيسى عليه السلام ليس إلهاً.

أحكام شرعية:

  • جواز المباهلة: تُبيّن الآيات جواز المباهلة مع من يُجادل في الحقّ بعد وصول العلم اليقيني.

  • الدعاء على الكاذبين: تُشير الآيات إلى جواز الدعاء على الكاذبين، مع مراعاة الشروط والأحكام الشرعية.

  • نهي عن الشكّ: تُحذّر الآيات من الشكّ في ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من الحقّ، مُؤكّدةً على ضرورة اليقين والثقة بالوحي الإلهي.

صفات الله تعالى:

  • العزيز الحكيم: تُختم الآيات بذكر اسمي الله تعالى "العزيز الحكيم"، مُبرزةً عظمته وقدرته وحكمته في كلّ ما يُفعل.

الخاتمة:

تُعدّ هذه الآيات الكريمة من سورة آل عمران من أهمّ النصوص التي تُوضح العقيدة الإسلامية الصحيحة حول شخصية المسيح عليه السلام، وتُبطل الشُبهات المُضلّلة، وتُبرز قدرة الله الخالقة وعظمة رسالة الإسلام. يجب على كلّ مسلمٍ أن يُدرك معاني هذه الآيات ليُحافظ على إيمانه الصحيح.

المصدر: شبكة الألوكة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *