في تحول تاريخي، يشهد طلاب جامعة حماة في سوريا فصلاً جديداً من الحرية الدينية، بعد عقود من القيود والقمع. إليكم تفاصيل افتتاح أول مصلى في الجامعة، وما يعنيه هذا الحدث للطلاب والمجتمع.
من القمع إلى الحرية: قصة تحول في جامعة حماة
بعد سنوات طويلة من الخوف والرقابة، يعيش طلاب الجامعات السورية اليوم واقعاً مختلفاً تماماً. فمع سقوط نظام الأسد، بدأت تلوح في الأفق بوادر الحرية، وبدأ الطلاب يمارسون شعائرهم الدينية بحرية تامة، بعد أن كانت هذه الممارسات محظورة ومراقبة بشدة.
افتتاح أول مصلى: رمز للحرية الدينية في جامعة حماة
في خطوة تاريخية، تم افتتاح أول مصلى في مجمع كليتي الهندسة المدنية والتطبيقية بجامعة حماة. وقد شهد هذا الحدث رفع أول أذان وإقامة صلاة الظهر جماعة، في مشهد لم يعهده السوريون من قبل. تم إنشاء المصلى بدعم مجتمعي من أهالي المحافظة، وبالتنسيق مع إدارة الجامعة وعمادة الكليات.
تفاصيل المبادرة: دعم مجتمعي وحرية ممارسة الشعائر
أكد الدكتور أحمد الكردي، عميد الكلية التطبيقية، أن الكلية تلقت مبادرة بناء مصلى للطلاب بعد سقوط النظام، يتسع لـ70 مصليًا من الذكور و50 من الإناث، وتم تجهيزه ليكون مكاناً للدراسة والاستراحة أيضاً. وأشار إلى أن هذه المبادرة تأتي في إطار ممارسة الحريات التي أصبحت متاحة لجميع طلاب جامعة حماة.
دعم سخي للمسيرة التعليمية: مبادرات مجتمعية بقيمة 30 ألف دولار
بالإضافة إلى بناء المصلى، تلقت الكلية مبادرات مجتمعية أخرى بدعم من القطاعين الصناعي والتجاري في محافظة حماة، بقيمة وصلت إلى 30 ألف دولار أميركي. تم استخدام هذه التبرعات لتجهيز المختبرات والبنى التحتية، بالإضافة إلى تركيب منظومة طاقة شمسية.
شهادات الطلاب: الحرية رأيناها واقعاً
عبر الطلاب عن فرحتهم وسعادتهم بهذا التحول التاريخي. الطالب عمر الشيخ روى كيف كان الطلاب يواجهون صعوبات وضغوطاً أمنية بسبب ممارسة شعائرهم الدينية في عهد النظام السابق. وذكر قصة أحد الطلاب الذي تم اعتقاله لمجرد اقتراحه إقامة مصلى في الجامعة.
"الحرية جميلة جداً": كلمات تعبر عن مشاعر الطلاب
الطالبة رغد الخضر شكرت القائمين على مبادرة المصلى وغيرها من المبادرات الداعمة للمسيرة التعليمية. وأكدت أن الطلاب بحاجة ماسة لهذه التجهيزات لمتابعة دراستهم. واعتبرت أن الحرية في التعبير عن المطالب والرأي هي من أهم المتغيرات التي لمسوها اليوم.
المهندسون يتحدثون: فرحة بإعادة بناء المجتمع
المهندسة المعمارية هنادي قاسم آغا، عضو الفريق القائم على مبادرة المصلى، عبرت عن فرحتها العظيمة بأن أصبحوا في بلد الحريات، وقادرين على ممارسة شعائرهم بحرية تامة. وأشارت إلى أن العمل على إقامة المصليات داخل كليات جامعة حماة كان له أثر كبير على الطلاب، وأن فرحتهم أنستهم كل التعب.
مراحل البناء: تعاون وتسهيلات من إدارة الجامعة
أوضحت المهندسة هنادي أن بناء المصلى استغرق قرابة 3 أشهر، بدءاً من أخذ الموافقات الرسمية من رئاسة الجامعة، مروراً برسم المخططات، وصولاً إلى مرحلة البناء والتسليم. وأشادت بتعاون إدارة الجامعة في تسهيل إنجاز هذا المشروع.
حضور رسمي وشعبي: احتفال بالحرية
افتتح المصلى بحضور رئيس جامعة حماة الدكتور عبد الرزاق سالم، وشخصيات من الهيئة السياسية في حماة، والشيخ عبد الناصر علوان، بالإضافة إلى حضور أهلي ومجتمعي من أهالي الطلاب.
أناشيد الثورة: صوت الحرية يصدح في الجامعة
تضمنت الفعاليات فقرات إنشادية قدمها منشدا الثورة السورية أبو صهيب الحموي ونادر القاضي، اللذان تغنيا بأناشيد كانا ينشدانها في ساحة العاصي بحماة خلال الثورة السورية.
"سنكون معهم يداً بيد": عهد بإعمار سوريا
أكد المنشد القاضي أن بداية الثورة السورية كانت من الشباب، وأن نهضة أي بلد يجب أن تبنى على هذه الفئة الشابة. وأضاف أنهم فقدوا الكثير من زملائهم من شباب الجامعات في سجون النظام، وأنهم اليوم عادوا لتكون لهم الكلمة الأقوى في بناء بلدهم سوريا. واختتم حديثه بالقول: "سنكون معهم يداً بيد حتى إعمار سوريا كاملة".
اترك تعليقاً