الأمم المتحدة تدين قصف مستشفى أطباء بلا حدود في جنوب السودان: جريمة حرب تستدعي تحقيقًا فوريًا
أدانت لجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في جنوب السودان بشدة "القصف الجوي المتعمد" الذي استهدف مستشفى تابعًا لمنظمة "أطباء بلا حدود" في ولاية جونقلي، الواقعة شرقي البلاد. واعتبرت اللجنة هذا الهجوم بمثابة انتهاك جسيم للقانون الإنساني الدولي، مؤكدة أنه يرقى إلى مستوى جريمة حرب.
هجوم متعمد على مرفق طبي محمي:
أكدت ياسمين سوكا، رئيسة اللجنة، في بيان رسمي نشر على موقع اللجنة، أن القصف لم يكن مجرد حادث مؤسف، بل كان هجومًا متعمدًا ومباشرًا على منشأة طبية تتمتع بالحماية بموجب القانون الدولي. وشددت على أن استهداف المستشفى يشكل "انتهاكًا صارخًا للقانون الإنساني الدولي وقد يرقى إلى جريمة حرب".
انتهاك لاتفاقيات جنيف واعتداء على العمل الإنساني:
أوضحت اللجنة أن استهداف المنشآت والخدمات الطبية يعد انتهاكًا صريحًا لـ "اتفاقيات جنيف"، ويمثل اعتداءً مباشرًا على أسس العمل الإنساني الذي يهدف إلى حماية المدنيين في مناطق النزاع.
دعوة إلى التحقيق والمحاسبة الفورية:
وطالبت اللجنة الأممية بضرورة تحديد المسؤولين عن هذا الهجوم الشنيع والتحقيق معهم بشكل فوري وتقديمهم للعدالة دون أي تأخير. كما أشارت إلى تقارير موثوقة تفيد بوقوع غارات جوية أخرى في منطقة فوم التابعة لنيو فانجاك في الخامس من مايو/أيار، حيث سقطت القنابل بالقرب من مقر إحدى المنظمات غير الحكومية الدولية ومكتب مفوض المقاطعة.
تفاصيل الهجوم وتداعياته الكارثية:
- وقع الهجوم في صباح يوم السبت الماضي.
- أدى إلى التدمير الكامل للمستشفى.
- أسفر عن مقتل ما لا يقل عن سبعة مدنيين وإصابة عدد آخر، بمن فيهم مرضى ومقدمو رعاية صحية وطاقم طبي.
- تسبب القصف في تدمير البنية التحتية الطبية الأساسية للمستشفى.
- قطع سبل الرعاية المنقذة للحياة عن عشرات الآلاف من الأشخاص الذين يعتمدون على خدمات المستشفى.
أهمية المستشفى في المنطقة:
تجدر الإشارة إلى أن مستشفى أطباء بلا حدود كان المرفق الطبي الرئيسي والوحيد الذي يخدم أكثر من 40 ألف شخص في منطقة أولد فانجاك في جنوب السودان.
خلفية الصراع في جنوب السودان:
يشهد جنوب السودان سلامًا رسميًا منذ إبرام اتفاق عام 2018، والذي أنهى حربًا أهلية استمرت خمس سنوات بين القوات الموالية للرئيس سلفاكير ميارديت والقوات الموالية لنائبه الأول رياك مشار. ومع ذلك، فإن اعتقال مشار في مارس/آذار الماضي بتهمة محاولة تمرد أثار مخاوف دولية من احتمال تجدد الصراع وتأزمه.
خلاصة:
إن قصف مستشفى أطباء بلا حدود في جنوب السودان يمثل تطورًا خطيرًا يستدعي استجابة دولية عاجلة. يجب على المجتمع الدولي أن يضغط من أجل إجراء تحقيق مستقل وشفاف في الحادث وتقديم المسؤولين عنه إلى العدالة. كما يجب على الأطراف المتحاربة في جنوب السودان احترام القانون الإنساني الدولي وحماية المدنيين والمرافق الطبية.
اترك تعليقاً