في ظل التوترات المتصاعدة في المنطقة، يبرز سؤال محوري: ما هو الدور الذي قد يلعبه حزب الله اللبناني في حال تفاقم الصراع بين إيران وإسرائيل، خاصة بعد أي تدخل أمريكي محتمل؟ على الرغم من الهدوء الظاهري على الجبهة اللبنانية الإسرائيلية منذ وقف إطلاق النار الأخير، فإن التصريحات المتبادلة بين الأطراف تشير إلى ترقب حذر، واحتمالات غير مستبعدة للتصعيد.
موقف حزب الله: دعم لإيران واستعداد للمواجهة
أكد الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، على وقوف الحزب إلى جانب إيران في مواجهة "العدوان"، مشدداً على أن الحزب "ليس على الحياد" في هذا الصراع. هذا الموقف، الذي قوبل بتهديدات إسرائيلية، يضع لبنان في قلب التوترات الإقليمية، ويفتح الباب أمام سيناريوهات متعددة.
تحذيرات من تصعيد إقليمي ولبنان كجبهة محتملة
يتفق محللون على أن إيران هي الهدف الرئيسي للتصعيد الحالي، مما يجعل ردها مسألة وقت. وسط هذه التحذيرات، يبرز القلق من أن اختلال التوازن الإقليمي قد يؤدي إلى مواجهة أوسع، قد تكون الجبهة اللبنانية أحد أبرز ميادينها.
آراء الخبراء حول السيناريوهات المحتملة:
-
الدكتور علي فضل الله (أستاذ العلوم السياسية والقانون الدولي): يرى أن لبنان يواجه معضلة أمنية في ظل هشاشة التوازن الإقليمي، وأن فشل إسرائيل في إخضاع إيران قد يؤدي إلى تصعيد واسع، وقد تكون الساحة اللبنانية من أولى الجبهات المتفجرة. ويشير إلى أن التهديدات الإسرائيلية المستمرة، والخروقات المتكررة للسيادة اللبنانية، تُنذر بخطر حقيقي.
-
هادي قبيسي (باحث وكاتب سياسي): يرجح أن التوجه الإسرائيلي نحو "إضعاف محور المقاومة" قد يؤدي إلى "تفعيل أسلوب وحدة الساحات بشكل متزامن"، مما قد يفتح الباب أمام حرب إقليمية شاملة.
-
توفيق شومان (محلل سياسي): يعتقد أنه لا توجد مؤشرات جدية على توسيع نطاق الحرب باتجاه الجبهة اللبنانية، وأن إيران قادرة على الدفاع عن نفسها. ومع ذلك، لا يستبعد فتح الجبهة اللبنانية إذا قررت إسرائيل توسيع دائرة المواجهة.
- خليل نصر الله (صحفي متخصص في الشؤون الإقليمية): يؤكد أن إيران هي من سترد على أي ضربة أمريكية، وأن حزب الله لا يرد نيابة عنها. ولكنه لا يستبعد دخول حزب الله وفصائل المقاومة على خط المواجهة إن تطورت المعركة إلى تهديد وجودي للجمهورية الإسلامية.
العوامل المؤثرة في قرار حزب الله:
- مسار الصراع بين إيران والولايات المتحدة وإسرائيل: يعتبر هذا العامل حاسماً في تحديد ما إذا كان حزب الله سينخرط في المواجهة.
- التهديد الوجودي لإيران: إذا شعرت قوى المقاومة في المنطقة أن التحالف الغربي يسعى لتدمير إيران واستهداف رموزها، فقد يعتبرون ذلك عدواناً يستهدف المنطقة بأكملها، مما قد يدفعهم إلى التدخل.
خلاصة:
يبقى التدخل المحتمل لحزب الله في أي صراع إقليمي مرتبطاً بتقييم الحزب للتطورات الميدانية، ومدى الخطر الذي يتهدد إيران. في ظل هذه الظروف، يظل لبنان ساحة محتملة للتصعيد، مما يستدعي حذراً إقليمياً ودولياً لمنع انزلاق المنطقة إلى حرب شاملة.
اترك تعليقاً