خان يونس: مركز الثقل الاستراتيجي للاحتلال في غزة
تحولت مدينة خان يونس، الواقعة جنوبي قطاع غزة، إلى بؤرة مركزية لعمليات الجيش الإسرائيلي، مما يثير تساؤلات حول الأسباب الكامنة وراء هذا التركيز. وفقًا للعميد والخبير العسكري إلياس حنا، تكمن الأهمية الاستراتيجية لخان يونس في موقعها الجغرافي ودورها المحتمل كمعقل للمقاومة الفلسطينية.
- فكي الكماشة: يصف حنا الوضع العملياتي في خان يونس بأنها تقع "بين فكي كماشة"، حيث يشن الجيش الإسرائيلي هجمات مكثفة من محوري كيسوفيم وموراغ، بهدف تطويق المدينة وعزلها.
- هدف مزدوج: يسعى الاحتلال إلى تحقيق هدفين رئيسيين في خان يونس: إخلاء المدينة من السكان وتقويض قدرات المقاومة الفلسطينية.
استراتيجية المقاومة: دفاع استراتيجي وهجوم تكتيكي
في مواجهة الضغط العسكري الإسرائيلي المتزايد، تتبنى المقاومة الفلسطينية استراتيجية تجمع بين الدفاع الاستراتيجي والهجوم التكتيكي.
- الدفاع الاستراتيجي: يتمثل في التمسك بالأرض لأطول فترة ممكنة، وإلحاق أكبر قدر من الخسائر بالقوات الإسرائيلية، وكسب الوقت. هذا لا يعني التخلي عن الأرض بسهولة، بل الانسحاب المنظم بعد تكبيد العدو خسائر فادحة.
- الهجوم التكتيكي: يتمثل في استغلال الفجوات والثغرات الأمنية في صفوف الجيش الإسرائيلي، وشن هجمات مباغتة على أهداف محددة.
تكتيكات المقاومة على الأرض
تعتمد المقاومة الفلسطينية على مجموعة متنوعة من التكتيكات لمواجهة الجيش الإسرائيلي في خان يونس:
- القنص: استهداف الجنود الإسرائيليين ببندقية "الغول" القسامية، كما حدث شرقي بلدة عبسان الكبيرة.
- الاشتباكات المباشرة: خوض اشتباكات ضارية بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة مع جنود وآليات الاحتلال.
- العبوات الناسفة: زرع عبوات مضادة للأفراد لاستهداف القوات الإسرائيلية.
- قصف الهاون: شن هجمات مدفعية بقذائف الهاون على مواقع تمركز القوات الإسرائيلية.
تغيير الاستراتيجية الإسرائيلية: من الحركية إلى الثبات
يشير الخبير العسكري إلياس حنا إلى تغيير في الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة.
- الاستراتيجية القديمة: الدخول إلى المنطقة، "تنظيفها"، ثم الانسحاب، والعودة فقط عند توفر معلومات تكتيكية.
- الاستراتيجية الجديدة: الدخول، "التنظيف"، والبقاء في المنطقة، بهدف الإعداد للمرحلة التالية.
هذا التحول يعني أن الجيش الإسرائيلي ينتقل من الحركية إلى الثبات، بينما تنتقل المقاومة من الدفاع إلى الحركية، مما يضع تحديات جديدة أمام الطرفين.
أهداف إسرائيلية طويلة الأمد
يرى حنا أن رئيس أركان جيش الاحتلال إيال زامير يسعى إلى تحقيق الأهداف التالية:
- التقدم ببطء مقصود: لتجنب الخسائر البشرية في صفوف قواته.
- القضم التدريجي للأرض: للسيطرة على مناطق استراتيجية.
- استهداف قيادات المقاومة: لإضعاف قدراتها.
- دفع المقاومة لتقديم تنازلات: في مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
وكان زامير قد أصدر تعليمات بتوسيع نطاق العملية العسكرية لتشمل مناطق إضافية في شمال قطاع غزة وجنوبه، مما يشير إلى تصعيد محتمل في العمليات العسكرية خلال الفترة المقبلة.
اترك تعليقاً