شهادات صادمة: جنود إسرائيليون يكشفون عن “منطقة القتل” في غزة وتدمير ممنهج

شهادات صادمة تكشف عن انتهاكات خطيرة في غزة: "منطقة القتل" و"هيروشيما" أخرى

تقرير حقوقي يكشف عن تفاصيل مروعة لتدمير واسع النطاق في غزة بناءً على شهادات جنود إسرائيليين.

في تقرير صادم صدر مؤخرًا عن منظمة حقوقية إسرائيلية، كشف جنود إسرائيليون تفاصيل مروعة عن الانتهاكات التي ارتكبها جيش الاحتلال خلال ما وصفوه بـ "منطقة قتل" في محور نتساريم وسط قطاع غزة. الشهادات، التي جمعتها منظمة "كسر الصمت"، ترسم صورة قاتمة لعمليات تدمير واسعة النطاق، تصل إلى حد وصف المنطقة بأنها "مثل هيروشيما".

توسيع المنطقة العازلة: تدمير ممنهج للأراضي والممتلكات

التقرير يستند إلى شهادات جنود شاركوا في إنشاء وتوسيع المنطقة العازلة داخل قطاع غزة، والتي وصل عمقها إلى ما بين 800 و 1500 متر بحلول ديسمبر/كانون الأول 2024. تبرر إسرائيل هذه المنطقة العازلة بحجة منع تكرار هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، مدعية أن المقاومة الفلسطينية استخدمت المنطقة العازلة السابقة، التي كان عمقها 300 متر، لاختراق المستوطنات المحيطة بغزة.

الشهادات تكشف عن:

  • استخدام الجرافات والمتفجرات على نطاق واسع: دمرت القوات الإسرائيلية ما يقرب من 3500 مبنى، بالإضافة إلى مناطق زراعية وصناعية حيوية.
  • تدمير الأراضي الزراعية: تقرير منفصل يشير إلى تدمير حوالي 35% من الأراضي الزراعية في غزة، معظمها على أطراف القطاع.
  • وصف المنطقة بـ "هيروشيما": أحد الجنود وصف المنطقة بأنها "مثل هيروشيما"، مما يعكس حجم الدمار الهائل.

"كنا نأتي على الأخضر واليابس": شهادات صادمة من قلب الحدث

التقرير ينقل عن جندي احتياط قوله: "في واقع الأمر، كنا نأتي على الأخضر واليابس، كل شيء، كل مبنى وكل منشأة". هذه الشهادة، وغيرها، تكشف عن سياسة تدمير ممنهج لا تميز بين الأهداف العسكرية والمدنية.

منظمة "كسر الصمت" والهدف من كشف الحقيقة:

تأسست منظمة "كسر الصمت" على يد جنود إسرائيليين سابقين بهدف رفع مستوى الوعي بتجربة الجنود الذين يخدمون في الضفة الغربية المحتلة وغزة. المنظمة تجمع شهادات الجنود دون الكشف عن هويتهم لحمايتهم من الملاحقة.

"يتخطى حدود الواقع": صدمة الجنود من حجم الدمار

وصف جندي من وحدة الهندسة القتالية الصدمة التي شعر بها عندما رأى الدمار الذي خلفه القصف الأولي للمنطقة الشمالية من قطاع غزة. وقال: "كان الأمر يتخطى حدود الواقع، حتى قبل أن ندمر المنازل عندما دخلنا. كان يبدو غير واقعي كما لو كنت في فيلم".

تدمير الصناعة والزراعة: ضربة قاصمة للاقتصاد الفلسطيني

الشهادات تتحدث عن تجريف الأراضي الزراعية، بما في ذلك تدمير أشجار الزيتون وحقول الباذنجان، بالإضافة إلى تدمير مناطق ومنشآت صناعية، من بينها مصنع لكوكا كولا وشركة للصناعات الدوائية. أحد الجنود وصف منطقة صناعية ضخمة بأنها "مجرد كومة من الركام والخرسانة المحطمة".

قواعد اشتباك فضفاضة: حياة الفلسطينيين في خطر

لم يُسمح للفلسطينيين بدخول المنطقة، وكان الجيش يُطلق عليهم النيران إذا حاولوا. التقرير يشير إلى أن قواعد الاشتباك فضفاضة وتعتمد بشكل كبير على القادة الميدانيين، مما يثير مخاوف جدية بشأن سلامة المدنيين.

غياب المساءلة:

أحد القادة في سلاح المدرعات أشار إلى أن "القادة يتخذون قرارات متنوعة بهذا الشأن، لذا فالأمر في النهاية يعتمد على شخصياتهم. لكن لا يوجد نظام للمساءلة عموما". هذا الغياب للمساءلة يشجع على ارتكاب المزيد من الانتهاكات.

قتل البالغين وتحذير الأطفال: صورة قاتمة للواقع

التقرير ينقل عن جندي آخر قوله: إن الذكور البالغين الذين شُوهدوا في المنطقة العازلة قُتلوا، بينما كانت نيران تحذيرية تُطلق إذا كانوا من النساء أو الأطفال. هذه الشهادة تكشف عن سياسة وحشية وغير إنسانية.

خلاصة: دعوة للتحقيق والمساءلة

التقرير الصادر عن منظمة "كسر الصمت" يقدم شهادات دامغة حول انتهاكات خطيرة ارتكبها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة. هذه الشهادات تستدعي تحقيقًا دوليًا عاجلًا ومستقلًا لمحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم وضمان عدم تكرارها. يجب على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته تجاه حماية المدنيين الفلسطينيين وضمان احترام القانون الدولي الإنساني.

المصدر: موقع طريق الإسلام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *