صراع النفوذ في الفاتيكان: هل يشعل ترامب وماكرون حرب الباباوات؟
مع اقتراب موعد المجمع المغلق لانتخاب بابا جديد للفاتيكان، تتصاعد حدة التكهنات حول التدخلات السياسية المحتملة، خاصة من قبل الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. فهل يشهد الفاتيكان صراعاً خفياً بين القوى الغربية لتحديد مستقبل الكنيسة الكاثوليكية؟
الانتخابات البابوية: ساحة معركة سياسية وأيديولوجية
لم تعد الانتخابات البابوية مجرد حدث ديني، بل تحولت إلى ساحة معركة سياسية وأيديولوجية، حيث تسعى القوى العالمية إلى التأثير على اختيار رأس الكنيسة الكاثوليكية، لما لهذا المنصب من تأثير كبير على مسار الكاثوليك في جميع أنحاء العالم.
ترامب والزي البابوي: محاولة للتأثير أم مجرد مزاح؟
أثار الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب جدلاً واسعاً بنشره صورة مولدة بالذكاء الاصطناعي يظهر فيها مرتدياً الزي البابوي، ما اعتبره البعض محاولة للتأثير على الرأي العام قبل الانتخابات. وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي تصريحات سابقة لترامب، قال فيها مازحاً إنه قد يتولى منصب بابا الكنيسة الكاثوليكية بعد وفاة البابا فرانشيسكو.
ماكرون والتدخل الفرنسي: دعم للأجندة الليبرالية؟
في المقابل، أثارت تقارير صحفية شكوكاً حول محاولات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للتأثير على انتخاب البابا القادم، خاصة بعد لقائه مع ممثلين عن حركة سانت إيجيديو الكاثوليكية. ويُعد الكاردينال الإيطالي ماتيو تسوبي، المرشح الأبرز لهذه الحركة، معروفاً بمواقفه التي تختلف عن توجهات رئيسة وزراء إيطاليا، جورجيا ميلوني.
وجهات نظر متباينة: بابا محافظ أم ليبرالي؟
يرى الباحث في الشؤون الأميركية مالك دوداكوف أن البيت الأبيض، في ظل وجود العديد من الكاثوليك في إدارة ترامب، يرغب في رؤية بابا يحمل آراء محافظة يمينية. من بين هؤلاء المرشحين، الكاردينال ريموند بيرك من الولايات المتحدة والكاردينال بيتر إيردي من المجر.
بينما يفضل ماكرون وغيره من ممثلي النخب الأوروبية بابا يدافع عن الأجندة الليبرالية، ويتماشى مع توجهاتهم.
صراع غير مسبوق: عودة إلى تدخلات القرن التاسع عشر؟
يشير الباحثون إلى أن انتخابات البابا الجديد تحولت "بشكل غير متوقع إلى ساحة للصراع السياسي بين السياسيين الغربيين أنفسهم، وهذا يحدث لأول مرة منذ سنوات طويلة." وكانت المرة الأخيرة التي أبدى فيها القادة الأوروبيون اهتماماً كبيراً بشخصية البابا في القرن التاسع عشر.
تصفية حسابات أيديولوجية: المحافظون ضد النيوليبراليين
يؤكد الخبير في الشؤون الدينية رومان لونكين أن الانتخابات الحالية تمثل فرصة لتصفية الحسابات بين معسكرين أيديولوجيين: المحافظين والنيوليبراليين.
ويهدف ترامب إلى تنصيب بابا محافظ، أو على الأقل لا ينتقد الترامبية والشعبوية كما فعل البابا فرانشيسكو. ومع ذلك، يحذر لونكين من أن "الدعاية الذاتية العدوانية لترامب قد تؤدي إلى تأثير عكسي."
الخلاصة: مستقبل الكنيسة الكاثوليكية على المحك
يبقى السؤال: هل ستنجح محاولات ترامب وماكرون في التأثير على اختيار البابا الجديد؟ وهل ستشهد الكنيسة الكاثوليكية تحولاً نحو المحافظة أو الليبرالية؟ الإجابة على هذه الأسئلة ستحدد مستقبل الكنيسة وتأثيرها على العالم.
اترك تعليقاً