صفقة ترامب والحوثيين: هل تضع نتنياهو في ورطة إقليمية؟ تحليل معمق

صفقة ترامب والحوثيين: هل تضع نتنياهو في ورطة إقليمية؟ تحليل معمق

في تطور لافت، أعلنت الولايات المتحدة عن اتفاق غير متوقع مع جماعة أنصار الله (الحوثيين) في اليمن، يهدف إلى وقف الهجمات المتبادلة. فما هي تداعيات هذا الاتفاق على إسرائيل، وما هي الرسائل التي يحملها في طياته؟ هذا ما سنتناوله بالتفصيل في هذا المقال.

اتفاق أمريكي-حوثي: تفاصيل متباينة وروايات مختلفة

بينما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن اتفاق مع الحوثيين لوقف استهداف السفن في البحر الأحمر مقابل وقف الضربات الأمريكية، ظهرت روايات أخرى تلقي بظلال من الشك على هذه الصورة الوردية.

  • الإعلان الأمريكي: ترامب يتحدث عن استسلام الحوثيين ورغبتهم في وقف القتال.
  • الرواية العمانية: اتصالات مسقط أسفرت عن تفاهم لوقف استهداف كل طرف للآخر، مع التركيز على سلامة السفن الأمريكية فقط.
  • الغموض يكتنف التفاصيل: لا يوجد نص صريح على وقف ضرب إسرائيل من الأراضي اليمنية.

ردود فعل إسرائيلية متباينة: مفاجأة وقلق

أثار الإعلان الأمريكي استغراباً في إسرائيل، حيث نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤولين "فوجئوا بإعلان ترامب". كما أكد موقع أكسيوس أن واشنطن لم تخطر تل أبيب بهذه الخطوة. هذا يشير إلى:

  • فجوة متزايدة: اتساع الخلاف بين ترامب ونتنياهو.
  • تحول نسبي: تغير في الموقف الأمريكي من النزاع بين إسرائيل والحوثيين.

دلالات الاتفاق: حسابات داخلية وتوجهات مختلفة

يرى المحللون أن هذا الاتفاق يكشف عن عدة أمور:

  • استقلالية ترامب: الرئيس الأمريكي ليس خاضعاً لنتنياهو كما كان الحال في عهد بايدن.
  • أولوية المصالح الأمريكية: ترامب يضع الحسابات الداخلية نصب عينيه ويتعامل مع ملفات المنطقة وفقاً لها.
  • تيار "ماغا" المؤثر: دعم قوي من التيار الذي يتبنى العزلة في السياسة الخارجية وتقليل الكلفة الاقتصادية للنزاعات في الشرق الأوسط.

نتنياهو في مأزق: خيارات محدودة وتحديات متزايدة

يواجه نتنياهو خيارين صعبين:

  1. التماهي مع سياسة ترامب: وهذا قد يتعارض مع رؤيته واستراتيجيته في المنطقة.
  2. الدخول في صدام مع ترامب: وهذا قد يعزل إسرائيل ويضعف موقفها.

سيناريوهات مقلقة: اتفاق نووي محتمل وتهميش إسرائيلي

يحذر الخبراء من أن هذا الاتفاق قد يكون مقدمة لاتفاق نووي مع طهران لا يلبي السقف الأمني لتل أبيب، مما قد يشكل "7 أكتوبر جديد" لنتنياهو ويعجل بانهياره السياسي. كما يشي بإمكانية تحول الموقف الأمريكي من ملفات أخرى في المنطقة دون مشاورة تل أبيب.

تداعيات على قدرة إسرائيل على التحرك في الإقليم

بعد هذا الاتفاق، ستتقلص قدرة إسرائيل على التحرك في الإقليم، حيث لن تسمح لها الولايات المتحدة بفعل ما تريد في إيران مثلاً. وستكون إسرائيل وحيدة في مواجهة الحوثيين الذين تعجز عن صد صواريخهم وتواجه مشكلة استخبارية معهم.

لا منتصر حقيقي: تقييم شامل للاتفاق

يرى المحللون أن الاتفاق لا يمثل انتصاراً لأي طرف بشكل كامل:

  • ترامب: لم ينجح في إعادة الملاحة بشكل عام، وإنما الملاحة الأمريكية فقط.
  • الحوثيون: قدموا تنازلاً باستثناء سفن واشنطن من أي هجمات.

لكن كلا الطرفين حقق أهدافا جزئية:

  • الولايات المتحدة: خرجت من مأزق الضربات العسكرية التي لم تحقق أهدافها.
  • الحوثيون: تخلصوا من هذه الضربات واحتفظوا بحقهم في توجيه ضربات لإسرائيل.

مستقبل غامض: تحديات جمة تنتظر إسرائيل

ستواجه إسرائيل أزمة في التعامل مع الحوثيين بعد هذا الاتفاق، حيث من المرجح أنهم لن يوقفوا هجماتهم على الأرجح حتى يحافظوا على مصداقية انحيازهم لفلسطين، والولايات المتحدة لن تتدخل مجدداً لردعهم وقد تسحب حاملة طائراتها من المنطقة.

الخلاصة

يبقى هذا الاتفاق نقطة تحول مهمة في ديناميكيات المنطقة، ويضع إسرائيل أمام تحديات جمة تتطلب منها إعادة تقييم استراتيجياتها وتوجهاتها الإقليمية. فهل ستتمكن إسرائيل من التكيف مع هذا الواقع الجديد؟ الأيام القادمة كفيلة بالإجابة.

المصدر: موقع الجزيرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *