طهران تغرق: الهبوط الأرضي يهدد العاصمة الإيرانية وآثارها التاريخية – كارثة بيئية من صنع الإنسان

طهران تغرق: الهبوط الأرضي يهدد العاصمة الإيرانية وآثارها التاريخية – كارثة بيئية من صنع الإنسان

كارثة بيئية تهدد طهران: الهبوط الأرضي يهدد العاصمة الإيرانية وآثارها التاريخية

تتعرض العاصمة الإيرانية طهران والمناطق المحيطة بها لخطر متزايد نتيجة لتسارع وتيرة الهبوط الأرضي، وهي ظاهرة أصبحت تمثل أخطر أزمة بيئية تواجه البلاد في السنوات الأخيرة. هذه المشكلة المتفاقمة تهدد البنية التحتية الحيوية، المواقع الأثرية الهامة، وسلامة المواطنين بشكل عام.

إيران تسجل أسوأ معدلات الهبوط الأرضي في العالم

أشارت تقارير دولية إلى أن إيران تعاني من أسوأ معدلات الهبوط الأرضي على مستوى العالم، وذلك نتيجة لتضافر عوامل الجفاف، التغير المناخي، وسوء إدارة الموارد المائية. هذا الوضع الخطير يهدد المطار الرئيسي في طهران، بالإضافة إلى مواقع أثرية ذات قيمة عالمية مثل مدينة برسبوليس الأثرية المسجلة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي.

طهران والمناطق المحيطة: بؤرة الأزمة

تتركز آثار الهبوط الأرضي بشكل خاص في طهران والمناطق المحيطة بها، حيث بدأت تظهر علامات خطيرة على البنية التحتية. انحناءات في خطوط السكك الحديدية، ميول خطيرة في أبراج الكهرباء، عدم استقرار المنازل، وإخلاء المدارس في بعض المدن خوفًا من الانهيار، كلها مؤشرات مقلقة تنذر بكارثة وشيكة.

أرقام مفزعة تكشف حجم الكارثة

  • دراسة عالمية حديثة صنفت إيران ضمن الدول الخمس الأولى عالميًا من حيث معدلات الهبوط الأرضي.
  • المركز الوطني الإيراني لرسم الخرائط يشير إلى أن جنوب غرب طهران يشهد هبوطًا بمعدل يصل إلى 31 سنتيمترًا سنويًا، بينما تعتبر المعايير الدولية أن معدل هبوط سنوي يبلغ 5 مليمترات فقط مثير للقلق.
  • تشير تقارير إعلامية إلى أن حوالي 8 ملايين وحدة سكنية في جميع أنحاء البلاد تقع في مناطق معرضة لخطر الهبوط الأرضي.

أسباب الهبوط الأرضي: استنزاف المياه الجوفية والتنمية غير المستدامة

يحدث الهبوط الأرضي بشكل رئيسي نتيجة للاستخراج غير المنظم للمياه الجوفية، مما يؤدي إلى تكوين فراغات في طبقات الأرض. بمرور الوقت، تتجفف هذه الفراغات وتتسبب في انضغاط طبقات الأرض العليا. الاستهلاك المفرط للمياه وحفر الآبار يفاقمان المشكلة، مما يؤدي إلى ضغط حبيبات التربة وفقدانها لقوامها.

ويرى نشطاء البيئة والعلماء أن جذور المشكلة تعود إلى سنوات من التنمية غير المستدامة، بما في ذلك:

  • الإفراط في الزراعة.
  • التوسع العمراني غير المنضبط.
  • التوسع الصناعي المفرط.

كل هذه العوامل أدت إلى استنزاف طبقات المياه الجوفية وجفاف السدود، خاصة في المناطق الوسطى مثل أصفهان، مما أدى إلى تحويل مناطق خصبة إلى صحراء قاحلة.

تهديد مباشر لحياة الملايين والتراث الثقافي

تشير التقديرات إلى أن الهبوط الأرضي يهدد بشكل مباشر 11% من مساحة اليابسة في إيران، وهي المنطقة التي يقطنها حوالي نصف سكان البلاد البالغ عددهم 90 مليون نسمة. بالإضافة إلى ذلك، بدأت تظهر تشققات أرضية حول مدينة برسبوليس العاصمة الفارسية القديمة وموقع نقش رستم الأثري، وهما موقعان ملكيان يعود تاريخهما إلى 2500 عام. وفي أصفهان، تتشكل الشقوق في مسجد جامع عتيق المدرج في قائمة اليونسكو للتراث العالمي وفي هياكل ساحة نقش جهان، مما يهدد هذا التراث الثقافي الهام.

دعوات للتحرك العاجل ونقل العاصمة

يحذر المسؤولون والخبراء من أن استمرار الوضع الحالي سيؤدي إلى تدمير البنية التحتية وتهديد الأرواح. وقد تحدث الرئيس الإيراني السابق عن فكرة نقل العاصمة، مشيرًا إلى أن خطورة ظاهرة الهبوط الأرضي، بالإضافة إلى مشكلة ندرة المياه، تجعلان من طهران مدينة "غير صالحة للسكن".

جهود للحد من استهلاك المياه

في محاولة لمعالجة الظاهرة، تخطط طهران لخفض استهلاك المياه في الزراعة والصناعة بمقدار 45 مليار متر مكعب بحلول عام 2032، كجزء من الجهود المبذولة لمعالجة أزمة المياه التي تؤدي إلى تفاقم الهبوط الأرضي. ومع ذلك، يرى الكثيرون أن هذه الإجراءات غير كافية وأن هناك حاجة إلى استراتيجية شاملة ومستدامة لإدارة الموارد المائية وحماية البيئة.

المصدر: موقع الجزيرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *