عصابة أبو شباب: خيوط الجريمة والاحتلال تتشابك في غزة
في ظلّ الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعيشها قطاع غزة، تطفو على السطح قضايا أمنية معقدة، أبرزها نشاط "عصابة أبو شباب" المسلحة. هذه العصابة، التي تتخذ من المناطق الشرقية لرفح مقرًا لها، تحظى بدعم إسرائيلي وتورطت في أعمال إجرامية تهدف إلى زعزعة الاستقرار في القطاع.
من هو أبو شباب؟
ياسر أبو شباب، زعيم العصابة، ليس بالشخصية المجهولة. فبحسب مصادر أمنية فلسطينية، كان أبو شباب معتقلاً لدى الأجهزة الأمنية في غزة منذ عام 2015 بتهم تتعلق بتجارة المخدرات، وحُكم عليه بالسجن لمدة 25 عامًا. إلا أنه تمكن من الهرب من السجن مع بداية الحرب الإسرائيلية على غزة في أكتوبر 2023، ليُعيد بعدها تواصله مع الجيش الإسرائيلي الذي أعاد تأهيله لقيادة هذه العصابة.
الدعم الإسرائيلي: تسليح وتغطية
تؤكد المصادر الأمنية أن الجيش الإسرائيلي أشرف على تسليح أبو شباب، الذي يطلق على نفسه "قائد القوات الشعبية". وتشير التقارير إلى أن عصابته متخصصة في قطع الطريق أمام قوافل المساعدات الواردة من معبر كرم أبو سالم، وإطلاق النار على المواطنين، مما يساهم في تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة.
وتكشف صحيفة "معاريف" الإسرائيلية أن جهاز الأمن الداخلي (الشاباك) يقف وراء تجنيد عصابة أبو شباب، وذلك ضمن خطة تجريبية تهدف إلى معرفة ما إذا كان بإمكانها فرض نوع من الحكم البديل لحركة حماس في منطقة صغيرة ومحدودة داخل رفح.
الملفات الجنائية: سوابق وتجاوزات
تضم عصابة أبو شباب عشرات العناصر، غالبيتهم مجرمون متورطون في قضايا مخدرات وتهريب وجرائم ممتلكات. ومن بين الأسماء البارزة في العصابة غسان الدهيني، الذي يدعي أنه نائب قائد القوات الشعبية، والذي كان مسؤولًا في جيش الإسلام قبل فصله في قضية أخلاقية.
كما يبرز اسم عصام النباهين، المتورط بقتل شرطي فلسطيني أثناء محاولة القبض عليه على قضية ذمة مالية، وصدر بحقه حكم بالإعدام قبل أن يهرب من السجن مع بداية الحرب على غزة.
اشتباكات وتدخل إسرائيلي
اشتبكت الأجهزة الأمنية في قطاع غزة عدة مرات مع عصابة أبو شباب، إلا أن الجيش الإسرائيلي تدخل لحماية عناصر العصابة، مما أدى إلى استشهاد عدد من عناصر الأجهزة الأمنية. هذا التدخل المتكرر يؤكد مدى الحماية التي يوفرها الجيش الإسرائيلي للعصابة، واستخدامها في محاولة نشر الفلتان الأمني في قطاع غزة.
نفي السلطة الفلسطينية
في الوقت الذي تدعي فيه العصابة أنها تتبع "الشرعية الفلسطينية"، نفى الناطق باسم الأجهزة الأمنية اللواء أنور رجب وجود أي علاقة تربط السلطة بأبو شباب.
جهود المقاومة الفلسطينية
تعتبر فصائل المقاومة الفلسطينية والأجهزة الأمنية في غزة عصابة أبو شباب هدفًا مشروعًا، وتكثف جهودها الاستخبارية والميدانية للوصول إليهم وتقديمهم للعدالة.
الخلاصة
تمثل عصابة أبو شباب نموذجًا خطيرًا لتشابك الجريمة والدعم الخارجي في ظل الأزمات. فمن خلال استغلال الأوضاع الصعبة في قطاع غزة، تسعى إسرائيل إلى زعزعة الاستقرار وتقويض جهود المقاومة الفلسطينية. إلا أن فصائل المقاومة الفلسطينية والأجهزة الأمنية في غزة عازمة على التصدي لهذه العصابة وتقديم عناصرها للعدالة.
اترك تعليقاً