تصعيد خطير: غارات إسرائيلية تستهدف الحديدة وصنعاء وتزيد من معاناة اليمنيين
شهد اليمن تصعيدًا خطيرًا في مسار الصراع، حيث شنت إسرائيل سلسلة غارات جوية مكثفة استهدفت ميناء الحديدة الاستراتيجي ومصنع باجل للإسمنت في محافظة الحديدة، بالإضافة إلى منشآت حيوية في العاصمة صنعاء، بما في ذلك مطار صنعاء الدولي ومحطات توليد الطاقة. هذه الغارات، التي جاءت في أعقاب إطلاق صاروخ باليستي من قبل الحوثيين على مطار بن غوريون في تل أبيب، أسفرت عن خسائر بشرية ومادية فادحة، وتزيد من تفاقم الأوضاع الإنسانية المتردية في اليمن.
تفاصيل الغارات والخسائر الأولية
أعلنت جماعة الحوثي عن وقوع ست غارات إسرائيلية أمريكية استهدفت ميناء الحديدة، بالإضافة إلى غارات أخرى طالت مصنع باجل للإسمنت. وأكدت وزارة الصحة التابعة للحوثيين سقوط 4 قتلى و39 جريحًا، في حصيلة غير نهائية.
- ميناء الحديدة: أفاد عاملون في الميناء بتعرض أرصفته لأضرار واسعة، بعضها دُمّر بشكل كامل، مما يهدد بتوقف الميناء الذي يعتبر شريانًا رئيسيًا لدخول المساعدات والبضائع إلى اليمن.
- مصنع باجل للإسمنت: تعرض المصنع، الذي يعد من أهم المصانع الوطنية في اليمن، لدمار هائل جراء الغارات، مما قد يؤدي إلى توقف الإنتاج وتسريح حوالي 1250 عاملاً.
- مطار صنعاء الدولي: أكد مصدر ملاحي خروج المطار عن الخدمة نتيجة للغارات الإسرائيلية.
- محطات توليد الطاقة في صنعاء: استهدفت الغارات محطات توليد الطاقة، مما أدى إلى دمار هائل وتوقف التيار الكهربائي في العديد من الأحياء.
مبررات إسرائيلية وردود فعل
زعم الجيش الإسرائيلي أن ميناء الحديدة يستخدم لتهريب أسلحة إيرانية للحوثيين، وأن جماعة أنصار الله "تعمل بتمويل وتوجيه إيراني لزعزعة الاستقرار وتهديد الملاحة الدولية".
في المقابل، هددت جماعة الحوثي بتوسيع بنك أهدافها في إسرائيل ردًا على "العدوان الجديد"، مؤكدة أن "استهداف العدو الإسرائيلي لميناء ومصنع إسمنت في اليمن يوسع بنك الأهداف أمام قواتنا في كيان إسرائيل الغاصب".
تداعيات إنسانية واقتصادية خطيرة
تتوقع المنظمات الإنسانية أن يكون لتوقف ميناء الحديدة تداعيات سلبية وخيمة على حياة المواطنين اليمنيين، خاصة مع اعتماده بشكل كبير على المساعدات الإنسانية والواردات الغذائية التي تصل عبر الميناء. وقد بدأت بالفعل تظهر بوادر أزمة في المشتقات النفطية في مناطق سيطرة الحوثيين.
ردود فعل دولية
أعرب المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ عن قلقه البالغ إزاء التصعيد الأخير، ودعا جميع الأطراف إلى التحلّي بأقصى درجات ضبط النفس وتجنب أي أعمال تصعيدية قد تُفاقم معاناة المدنيين. وشدد على ضرورة التزام جميع الفاعلين بالتزاماتهم بموجب القانون الدولي لحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية.
مستقبل الصراع
يبدو أن مسار الصراع في اليمن يتجه نحو مزيد من التصعيد، مع تبادل الضربات بين الأطراف المتنازعة وتوسيع نطاق الأهداف. هذا التصعيد يهدد بتقويض الجهود الرامية إلى تحقيق السلام والاستقرار في اليمن، ويزيد من معاناة الشعب اليمني الذي يواجه بالفعل أزمة إنسانية غير مسبوقة.
اترك تعليقاً