غربة الإسلام: دراسة معمقة لفصولها ومظاهرها عبر التاريخ

غربة الإسلام: دراسة معمقة لفصولها ومظاهرها عبر التاريخ

تُعدّ هذه الدراسة، وهي جزء ثانٍ من عمل غير مكتمل للشيخ حمود التويجري، رحمه الله، تحليلاً عميقاً لغربة الإسلام عبر العصور. لم يُكمل الشيخ التويجري هذه الرسالة، لكنها تُعتبر من أوائل كتاباته، وقد استفاد منها لاحقاً في أعماله الأخرى. نُشر هذا الجزء بفضل ابنه، الذي اختار عنوان "غربة الإسلام" انطلاقاً من مضمونها.

فهم مفهوم غربة الدين

يُعرّف الشيخ التويجري في هذا الفصل مفهوم "غربة الدين"، مُحدداً خصائص الغرباء وأنواع الغربة التي قد يواجهها المسلمون. ويستند في ذلك إلى أحاديث نبوية وآثارٍ تُبرز هذه الحقيقة المؤلمة.

مظاهر البدع والشرك

يُسلط الشيخ الضوء على مظاهر البدع والشرك التي انتشرت في أرجاء العالم الإسلامي، مُشيراً إلى:

  • التوسل بالأموات: والتعلق بالقبور والأضرحة.
  • الفرق المنحرفة: مثل أصحاب الإرجاء، والتعطيل، والحلول، والاتحاد، بالإضافة إلى الذين يتبنون الفلسفات الوثنية الباطنية، أو يُسيئون للصحابة رضوان الله عليهم.

أدعياء الإسلام: بين الأقوال والأفعال

يُناقش الشيخ التويجري فئات من المُدعّين للإسلام، ولكنهم يتخلون عن أركان الدين الأساسية، مثل:

  • ترك الصلاة، الصوم، الزكاة، والحج عمداً.
  • الرضوخ للتحاكم إلى الطاغوت.
  • السخرية من آيات الله ورسوله وأحكام الدين.

الفرقة الناجية: أمل الأمة وعلامة نبوتها

يُشير الشيخ إلى بشرى النبي ﷺ ببقاء فرقة من أمته على الحق، مُؤكداً على أن هذه الفرقة لا تجتمع على ضلالة، وأن بقاءها إلى قيام الساعة يُعتبر من علامات نبوته. يُفصّل في مدلولات هذا الحديث النبوي الشريف وأهميته.

مجددو الدين: منارة إحياء السنة

يُبرز الشيخ دور العديد من المجددين عبر التاريخ، مُسلطاً الضوء بشكل خاص على:

  • شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
  • الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله.

ويُشيد بجهودهما الجبارة في إحياء الدين وتجديد فهمه.

منكرات العصر: نتيجة غربة الإسلام

يُناقش الشيخ بعض المنكرات المنتشرة في عصره، مُبيناً مدى استخفاف بعض المسلمين بها، وخطورة تجاهلها.

ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: سبب رئيسي للغربة

يُختتم الشيخ التويجري رسالته بتأكيد أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كأحد أهم أسباب غربة الإسلام، مستشهداً بقول الله تعالى: ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ﴾ [آل عمران: 110]. ويُبين أن ضعف هذا الجانب في كثير من الأقطار الإسلامية ساهم بشكل كبير في انتشار الغربة.

رحمه الله تعالى، وغفر له، وأجزل له الثواب.

المصدر: شبكة الألوكة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *