غزة: “تفاهة الشر” وصمت العالم على الدمار الممنهج – تحليل لصحيفة لوتان السويسرية

غزة: “تفاهة الشر” وصمت العالم على الدمار الممنهج – تحليل لصحيفة لوتان السويسرية

صمت العالم وغزة: قراءة في "تفاهة الشر"

تثير الأحداث المأساوية في قطاع غزة تساؤلات عميقة حول دور المجتمع الدولي وصمته المطبق حيال ما وصفته صحيفة "لوتان" السويسرية بـ "الدمار الشامل" الذي تمارسه إسرائيل. يستعرض هذا المقال تحليلًا لعمود في الصحيفة، مستحضرًا مفهوم "تفاهة الشر" لتفسير هذه الظاهرة المقلقة.

غزة: مسرح لانتهاكات ممنهجة

يشير المقال إلى سلسلة من الانتهاكات الصارخة التي تشهدها غزة، بما في ذلك:

  • القصف العشوائي: استهداف المناطق المدنية دون تمييز.
  • تدمير البنية التحتية: تدمير المدارس والمستشفيات والمرافق الحيوية.
  • استهداف الأطباء والصحفيين: قمع الأصوات التي تسعى لكشف الحقيقة.
  • الحصار الخانق: منع وصول الغذاء والدواء، مما يفاقم الأزمة الإنسانية.

وتتساءل الصحيفة عن الكيفية التي يمكن بها استمرار هذه الانتهاكات الصارخة للقانون الدولي والقيم الإنسانية الأساسية، في ظل صمت قادة العالم.

التعتيم الإعلامي ودوره في تخدير الضمير

يلقي المقال الضوء على الدور الذي يلعبه التعتيم الإعلامي في إخفاء حقيقة ما يجري في غزة. منع الصحفيين من الوصول إلى القطاع يساهم في تضليل الرأي العام وتخدير الضمير العالمي، مما يجعل من السهل تجاهل معاناة سكان غزة.

"تفاهة الشر": مفهوم حنة آرنت في سياق غزة

تستحضر الصحيفة مفهوم "تفاهة الشر" الذي صاغته الفيلسوفة حنة آرنت لوصف شخصية أدولف أيخمان، أحد أبرز منفذي الهولوكوست. لم تر آرنت في أيخمان وحشًا شيطانيًا، بل مجرد رجل عادي يطيع الأوامر دون تفكير، وهو ما سمح له بارتكاب جرائم فظيعة.

وترى الصحيفة أن هذا المفهوم يمكن أن يساعد في فهم ما يجري في غزة. فالعنف ضد المدنيين الفلسطينيين أصبح "عاديًا" بالنسبة للكثيرين، حتى في المجتمع الإسرائيلي الذي صدمه هجوم السابع من أكتوبر.

طاعة الأوامر وتآكل الضمير

تشير الصحيفة إلى أن طاعة الأوامر، حتى وإن كانت غير قانونية أو غير أخلاقية، يمكن أن تؤدي إلى تآكل الضمير وتجعل من السهل ارتكاب الفظائع. عندما يصبح ما يجب أن يدينه كل إنسان أمرًا مقبولًا جماعيًا، فإن ذلك يشكل خطرًا كبيرًا على الإنسانية.

الخلاصة: دعوة إلى الصحوة والعمل

يختتم المقال بدعوة إلى الصحوة والعمل. يجب على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤوليته وأن يضغط على إسرائيل لوقف انتهاكاتها في غزة. كما يجب على وسائل الإعلام أن تلعب دورًا أكثر فعالية في كشف الحقيقة وإطلاع الرأي العام على ما يجري. فالصمت على الظلم هو تواطؤ معه.

المصدر: موقع الجزيرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *