غزة تنادي: هل يبرر صمتنا خذلاننا؟ مسؤولية تاريخية وأخلاقية


غزة تنادي: هل يبرر صمتنا خذلاننا؟ مسؤولية تاريخية وأخلاقية

لا عذر لنا في خذلان غزة. يجب أن يثقل كاهلنا شعور عميق بالذنب، فالمشهد مروع، والصمت جريمة. لو نزلت لعنة من السماء، لكانت مستحقة على كل من تقاعس عن نصرة إخواننا وأخواتنا في فلسطين، باستثناء من سعى بصدق لتقديم العون.

مسؤولية دول الطوق: قلب الأزمة وجيرانها

تقع على دول الطوق مسؤولية مضاعفة، حكامًا وعلماء وشعوبًا. فلسطين هي البداية، ثم مصر والأردن وسوريا ولبنان، وهكذا. هؤلاء هم الأقرب، والأكثر قدرة على التأثير.

الحكام: قوة التغيير المهدرة

على قادة الأمة، من ملوك ورؤساء وزعماء، تقع المسؤولية الأكبر. يملكون القدرة على الاجتماع، وكسر الحصار الظالم لو أرادوا، وتسجيل أسمائهم بأحرف من نور في سجل التاريخ. لكنهم آثروا الدعة والراحة، ورضوا بالحياة الدنيا الزائلة على نعيم الآخرة الباقي.

العلماء: صمت مدوٍ وتثبيط للهمم

يتحمل العلماء وزرًا عظيمًا بسبب صمتهم المخزي. الكثير منهم يثبطون العزائم، ويشوهون صورة العاملين المخلصين. بل إن بعضهم يخشى حتى مجرد الدعاء للمجاهدين! جبناء مرعوبون، يفضلون المكاسب الآنية على حساب الأجر العظيم في الآخرة.

قادة الجماعات والأحزاب: فرصة ضائعة للتأثير

زعماء الجماعات والأحزاب ووجهاء القوم، هم أهل الحل والعقد، يملكون القدرة على تحريك الجماهير والضغط من أجل التغيير. لكنهم فضلوا الراحة والدعة على العمل الجاد لتغيير الواقع المرير. لو حركوا الناس، لكانت الأمور قد تغيرت.

الشعوب: بين اللهو والمسؤولية

على عامة الشعوب مسؤولية أيضًا. فقد رضوا بالدنيا الدنية، وفضلوا متابعة مباريات كرة القدم على الاهتمام بمعارك الرجال ودعمها. لو تحركوا في المدارس والجامعات، ونظموا مظاهرات حاشدة وفعالة، لتبدلت الأحوال. شعوب يجمعهم الطبل وتوجههم العصا، همهم الشهوات والنزوات. فلعنة الله على من مسخ شعوبنا وأفسد نساءنا وأبناءنا وخنث شبابنا.

بقلم: الحسن بن علي الكتاني

المصدر: موقع طريق الإسلام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *